كيفية قبول الأخطاء والتعلم منها في بيئة العمل؟

الأمة برس
2024-01-20

تعبيرية (unsplash)

هل تجد صعوبة في قبول نفسك عندما ترتكب الأخطاء؟ هل تجد صعوبة في التعلم من أخطائك، بحيث تستمر في الوقوع في العادات القديمة نفسها ضمن بيئة العمل؟ قد يكون من الصعب عليك قبول فكرة أنك ارتكبت مجموعة من الأخطاء، خاصة إذا كنت تأتي من عقلية فكرية تنظر إلى الأمور بمثالية، الأمر الذي يقودك إلى الخلط ما بين مفهومي، "التميز في العمل" و"عدم ارتكاب الأخطاء أبداً" وفقاً لموقع سيدتي.

يُعد ارتكاب الخطأ مفهوماً مختلفاً عن معنى الفشل؛ فالفشل هو نتيجة عدم النجاح في جهد واعٍ، ولكن الأخطاء يمكن أن تكون غير واعية. ولحسن الحظ، هناك مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتكون أكثر تقبلاً لأخطائك بحسب موقع "wikihow-com"، والعديد من التقنيات التي يمكنك استخدامها لتحقيق أقصى استفادة من أخطائك.

قبول فكرة الوقوع بالخطأ في العمل:

يمتلك الأفراد حق منح أنفسهم الإذن بالعبث في بعض الأحيان دون وقع الضرر والأذى على الآخرين. فالعديد من الأسباب قد تجعلك تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء. حيث إن ارتكاب الأخطاء أمر لا مفر منه وهو جزء من كونك إنساناً. كما أنه يمثل مصدراً لقيم التعليم وسيثري حياتك المهنية والشخصية. والأخطاء يمكن أن تعلمك تجربة أشياء جديدة وتوسيع آفاقك.

لذلك لا تجعل الخوف والتردد يحولان بينك وبين ارتكاب الأخطاء لتكون بصورة مثالية مستمرة في العمل، فتجربة الأشياء الجديدة أو إكمال المشاريع تحتاج لأن تكون جسوراً في تقبل إمكانية الوقوع بالخطأ، والخوف سيفقدك المغامرة في العمل والقدرة على التقدم والتطور والتجربة الجديدة قلقاً من الوقوع في الأخطاء، الأمر الذي سيفقدك مكانتك في العمل مع تقدم الزمن.

قوة تأثير العادات في السلوك:

إن القوة التي تمتلك العادة وقدرتها على التأثير في سلوكنا اليومي، أمر لا بد من الاعتراف به. فالأخطاء لا تنتج عن جهد من الأشخاص في بعض الأحيان، بل عن عدم بذله، فالأشياء التي نقوم بها بشكل متكرر، مثل القيادة إلى العمل أو إعداد وجبة الإفطار، يمكن أن تصبح اعتيادية لدرجة أننا لا نركز عليها. وهذا مفيد بالفعل، لأنه يسمح لنا بإنفاق الطاقة على أشياء أخرى تتطلب المزيد من الاهتمام. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن تقودنا قوة العادة هذه إلى ارتكاب الأخطاء.
وهذا خطأ طبيعي نتيجة العادة. إن توبيخ نفسك على هذا الخطأ أمر غير مفيد. بدلاً من ذلك، اعترف بأخطائك وامضِ قدماً. وتشير الدراسات إلى أنه في حوالي 47% من الأشخاص قاموا بالسماح لعقولهم بالشرود بعيداً عن المهمة التي بين أيديهم في العمل، مما يتسبب غالباً بوقوع الأخطاء.

التمييز بين الأفعال الخاطئة والإغفال:

عليك تقبل فكرة أن الأخطاء ليست دائماً نتيجة لبعض الجهود التي يتم بذلها من قبل الأشخاص، بل قد تحصل وأن يرتكب بعض الأفراد الخطأ رغم عدم القيام بأي مجهود أيضاً. لذلك عليك التمييز بشكل عام بين ارتكاب الأفعال الخاطئة (القيام بشيء لم يكن ينبغي القيام به)، أوالإغفال الذي يؤدي للوقوع بالخطأ (عدم القيام بشيء كان ينبغي القيام به)، وعادة ما يُنظر إلى ارتكاب الأفعال على أنها أكثر خطورة في العمل؛ فهي عن سبق إصرار. وأخطاء الإغفال عادة ما تكون أكثر شيوعاً من أخطاء الارتكاب في العمل.
ومن المهم الاعتراف بكلا النوعين من الأخطاء، لأنه يمكنك التعلم من كليهما. فبعض الأشخاص يحاولون تجنب أخطاء الإهمال والإغفال من خلال القيام بأقل قدر ممكن من المهام بالعمل وعدم تحمل أي مسؤولية، لكن هذا لا يمنعك من ارتكاب أخطاء الإغفال، كما أنها ليست طريقة مفيدة جداً للعيش أو النمو والتطور في الوظيفة.

أنظر للأخطاء كفرصة:

هناك مجموعةمن الآليات في الدماغ يمكنها أن تساعدنا على اكتشاف متى نقوم بشيء خطأ. فالدماغ يقوم بإرسال إشارات عندما نرتكب خطأً ما. لذلك يمكن أن يكون هذا مفيداً حقاً أثناء عملية التعلم. وأن يساعدنا ذلك في التركيز بشكل أوثق على ما نقوم به ومحاولة بذل قصارى جهدنا في المرات القادمة.

وتشير الأبحاث إلى أن بعض الخبراء، مثل الأطباء، يمكن أن يفشلوا في تصحيح الأخطاء لأنهم يثقون في حكمهم أكثر من اللازم. لذلك فإن فوائد التعرض للأخطاء والنظر إليها كفرصة أمر ضروري حتى بعد أن تصبح موهوباً في شيء ما.

انظر إلى المدة التي تستغرقها لتصبح خبيراً:

تشير الأبحاث إلى أن الأمر قد يستغرق عشر سنوات من تجربة مهارة ما وارتكاب الأخطاء لتصبح جيداً فيها حقاً. وهذا ينطبق على الجميع، من الملحن والرسام إلى لاعب كرة السلة والطيار. لذلك عليك أن تتهاون مع نفسك إذا لم تنجح في البداية، فهذا الأمر يعد طبيعياً. وقد يستغرق الأمر الكثير من الجهد على مدى فترة طويلة من الزمن لتحقيق العظمة في شيء ما.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي