لوموند: الحرب في غزة تعمّق سوء التفاهم بين إسرائيل وبقية العالم

2024-01-03

يتحدث البيت الأبيض عن “تنشيط” ضروري للسلطة الفلسطينية حتى تتمكن من العودة إلى غزة (أ ف ب)تحت عنوان: “الحرب في غزة تعمق سوء التفاهم بين إسرائيل وبقية العالم”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه بعد المشاعر الهائلة والخوف الذي أثاره هجوم “حماس”، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قلبت العملية العسكرية الإسرائيلية هذا المنظور، وأضحت هذه المشاعر موجهة الآن نحو المدنيين الفلسطينيين، وباتت معها العزلة الإسرائيلية آخذة في التزايد.

يصاحب هذا التحول تشوهات في وجهات النظر بين العالم الخارجي وإسرائيل، تقول الصحيفة الفرنسية، موضحة أنه من الخارج، هناك تركيز قوي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتحمّل مسؤولية ثقيلة عن الأزمة التي تعصف بتل أبيب، أمنية وأخلاقية […] لقد سمح بالتقليل من أهمية الخطاب المعادي للأجانب في النقاش العام، وتحالف مع القوميين اليهود المتشددين، والذين يتوافق صعودهم أيضاً مع تفتّت المجتمع الإسرائيلي، وفق “لوموند” دائماً.

وعلى نحو مماثل- تتابع الصحيفة الفرنسية ذائعة الصيت- يتعيّن على السيد نتنياهو أن يتحمّل المسؤولية عن كارثة السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولن تتمكن سوى لجنة تحقيق من تسليط الضوء على التنبيهات التي لم تؤخذ في الاعتبار، والتحليلات التي تم تجاهلها. لكن الحقيقة- بحسب “لوموند”- هي أن نتنياهو كان يفضّل انهيار المشهد السياسي الفلسطيني، وعقد اتفاقيات ضمنية مع “حماس” في غزة.

 ومرة أخرى، يتم تقاسم هذه المسؤولية مع كبار الضباط والنخب الإسرائيلية. فدولة بأكملها كانت تعاني من “الدُّوار” التكنولوجي، مقتنعة بتفوقها النهائي على الفصائل الفلسطينية المسلحة.

بالنسبة للعالم أجمع اليوم- خارج الولايات المتحدة- فإن الأولوية الآن هي وضع حد للمذبحة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، تتابع “لوموند”. و بالنسبة لإسرائيل فإن شعار “تدمير حماس” يغطي كل شيء.

فهو يخلط بين الأهداف العسكرية المشروعة وإشباع الرغبة الانتقامية، بعد صدمة السابع من أكتوبر. وفي حين أن بعض العقول المضللة، في الغرب، أو في الجنوب العالمي، أو في الشرق الأوسط، تبرر هجوم  “حماس”  من خلال إدراجه في “المقاومة” الفلسطينية، فإن الإسرائيليين يعتبرون أنفسهم محرومين من الاختيار. ومن أجل استعادة أمن الوطن والردع لا بد من استئصال الورم، حتى لو مات الجسد الفلسطيني، تقول “لوموند”. فعدد الضحايا في غزة (حوالي 22 ألف شخص)، والنازحون، ناهيك عن الدمار، لم يتم موازنته حتى الآن من خلال تقييم عملياتي قاطع.

من المؤكد أن شبكة “حماس” تحت الأرض قد تم تحييدها جزئياً، وتقلصت قدراتها الهجومية. لكن حجم الضربات الإسرائيلية العشوائية يبدو غير مبرر. علاوة على ذلك، فإن هيئة أركان “حماس” العامة وقيادتها السياسية ما تزال على حالها تقريبًا، تضيف “لوموند”.

ويرد المسؤولون الإسرائيليون بأنها مسألة وقت. فصور جثة يحيى السنوار ستوفر لحظةً من الرضى. لكن هل سيغيرون معالم المأساة؟ في هذه المرحلة، بالنسبة لإسرائيل، فإن الاعتراف بشبه الفشل من شأنه أن يؤدي إلى شكل من أشكال الانهيار، يتفاقم بسبب المصير الدراماتيكي للرهائن المتبقين […] ولهذا السبب يقترح الأمريكيون، بدلاً من ذلك إعادة المعايرة، والتحرك نحو عملية لمكافحة الإرهاب، حتى ولو كانت تجربتهم في أفغانستان أو العراق لا تترك شيئاً مما هو مرغوب فيه. ويتعين على الإسرائيليين أن يسلكوا هذا الطريق، ليس استجابة لهذه الضغوط الودية بقدر ما استجابة للقيود التي يواجهونها. وتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط لا يمكن أن تستمر على المدى الطويل دون الإضرار بالاقتصاد.

يتعلق التشويه الثالث بفترة ما بعد الحرب، تتابع “لوموند”، مشيرة إلى أن نتنياهو كان قد قال إنه “لن تكون هناك فتحستان وحماستان” في غزة، واضعاً الجماعات الفلسطينية في الخانة نفسها.

ويتمسك رئيس الوزراء بتحالفه مع اليمين القومي الديني. لكن هذه الحسابات تتوافق أيضاً مع تشاؤم أساسي في المجتمع الإسرائيلي: وهو تشاؤم استحالة السلام. ومن المؤسف أن النزعة الأحادية الإسرائيلية تعززت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تقول “لوموند”.

ومع ذلك، في هذه الحقبة المظلمة، تريد إدارة بايدن أن ترى فرصة: إحياء حل الدولتين.

يتحدث البيت الأبيض عن “تنشيط” ضروري للسلطة الفلسطينية حتى تتمكن من العودة إلى غزة [….] وقد يشتمل هذا أيضاً على قبول “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في “منظمة التحرير الفلسطينية”.

وما يبدو خياراً في الغرب يمثل تهديداً للدولة اليهودية. فكيف يمكن أن نتصور انتخابات تتقدم فيها “حماس” بمرشحيها؟، تتساءل “لوموند”، مضيفة أنه بعد تشبيه هذه الحركة بتنظيم “الدولة”، سيكون من الصعب على إسرائيل قبولها كلاعب سياسي. ولكن من المؤسف أن الإسرائيليين لم يبين لهم بعد السبب والكيفية التي قد يؤدي بها للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع إلى تعزيز أمنهم القومي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي