دمار ويأس.. العدوان الإسرائيلي يواصل الابادة الجماعة في قطاع غزة

أ ف ب-الامة برس
2024-01-02

 

    صورة ملتقطة من الجانب الإسرائيلي تظهر تصاعد الدخان وسط قطاع غزة في الأول من كانون الثاني/يناير 2024 (أ ف ب)   

تل أبيب- يواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء 2 يناير 2024،عملياته في قطاع غزة، واستهدف القصف ليلا وخلال الساعات الماضية مناطق مختلفة في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، حاصدا مزيدا من القتلى والجرحى.

في غضون ذلك، تواصل العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث يسجل تصعيد منذ منذ نشوب الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس. وقتل أربعة فلسطينيين صباحا برصاص القوات الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أراضي الدولة العبرية، والذي يترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع هجوم بري واسع، الى مقتل 22185 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وأفادت الوزارة اليوم بإصابة 57035 شخصا بجروح منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة وإما متضرّرا ومكتظّا بالنازحين.

وكان هجوم حماس أودى بحياة نحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون في إسرائيل، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى بيانات رسميّة. كما خطف قرابة 250 شخصا خلال الهجوم، لا يزال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت الحكومة المجرية مساء الاثنين مقتل إيلان ويس الذي كان اختفى بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقد عثر على جثته.

وتعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس.

وقال الجيش الثلاثاء إنه قضى على "عشرات الإرهابيين" خلال اليوم الماضي. وأوضح في بيان أن من بين هؤلاء عناصر حاولوا زرع عبوات ناسفة وآخرين كانوا يشغّلون طائرات مسيّرة.

كما أشار الى استهداف مخزن أسلحة في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، وحيث تتركز العمليات البرية منذ مدة.

وكان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أكدّ مساء الأحد أن القوات العسكرية تستعد "لعمليات قتالية مطوّلة"، وأن "على الجيش الإسرائيلي أن يضع مخططاته مسبقا لأنه سيُطلب منا تنفيذ مهمات ومعارك إضافية طيلة هذه السنة".

وأفاد شهود في شمال القطاع وكالة فرانس برس الإثنين بانسحاب قوات إسرائيلية من داخل مدينة غزة ومحيطها، ما قد يؤشر الى عملية إعادة انتشار وتموضع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 173 من جنوده قتلوا في المعارك داخل غزة منذ بدء العمليات البرية ضد حركة حماس.

خلال ليل الإثنين الثلاثاء، أفاد شهود عن تعرّض مدينة رفح بجنوب القطاع لقصف صاروخي، بينما تعرّض مخيم جباليا للاجئين في شماله لقصف مدفعي.

كما دارت اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين في مخيمي البريج والمغازي للاجئين وسط القطاع، وفي خان يونس، كبرى المدن الجنوبية فيه.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 207 أشخاص قتلوا في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

- دمار ويأس -

واحتلت إسرائيل قطاع غزة خلال حرب العام 1967، وسحبت قواتها منه وفكّكت مستوطناتها في العام 2005.

وقد صدرت خلال الأيام الماضية دعوات من بعض أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي لإعادة احتلال أجزاء من القطاع أو إعادة المستوطنين إليه.

ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الاثنين إلى عودة المستوطنين إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى "تشجيع" السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت الذي تفقد الجنود في غزة الإثنين، أن سكان البلدات الجنوبية الأقرب إلى القطاع والذين نزحوا منذ هجوم تشرين الأول/أكتوبر، سيتمكّنون من العودة "قريباً" إلى ديارهم.

وخلّف القصف الإسرائيلي دمارا كاملا في مناطق عدة في قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، وتحذّر وكالات الأمم المتحدة من مجاعة قريبة فيه.

ويسود اليأس بين سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون والذين نزح 85% منهم، وفق الأمم المتحدة.

وأظهر شريط فيديو لوكالة فرانس برس وصول عدد من المصابين الى مستشفى ناصر في خان يونس، أحد المرافق الطبية القليلة التي ما زالت تعمل في القطاع. ومن بين هؤلاء طفلة غطّى الغبار شعرها، ولم تتوقف عن البكاء بينما كان الفريق الطبي يعمل على إسعافها.

كما يظهر الفيديو قيام مسعفين بنقل جثة على الأقل من تحت الركام، بينما يواصل زملاؤهم وسكان البحث عن آخرين مستخدمين مصابيح الإنارة وآلات بدائية.

وتتواصل المعاناة الإنسانية في ظل شحّ المساعدات.

وقال بائع القهوة مصطفى الشنار (43 عامًا) المتحدر من مدينة غزة والنازح حاليًا في رفح "الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ميؤوس منها"، معربًا عن أسفه لارتفاع الأسعار.

- صفقة رهائن مقترحة -

خلف الكواليس، تتواصل المساعي لإبرام صفقة ثانية تتيح الإفراج عن رهائن لقاء هدنة في المعارك وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وكانت هدنة أولى لمدة أسبوع في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت الافراج عن 80 من الرهائن الاسرائيليين وعدد إضافي من الأجانب، لقاء 240 من المعتقلين الفلسطينيين. كما سمحت الهدنة بإدخال كميات إضافية من المساعدات الانسانية الى القطاع.

وبعد أيام من وصول وفد من حماس الى مصر لعرض موقفه من مقترح للهدنة، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يسمّها، أن الحركة طرحت على إسرائيل صفقة جديدة للتبادل عبر الوسطاء القطريين والمصريين.

وأفاد مسؤول أن الاقتراح يتضمن ثلاث مراحل ترتبط كل منها بهدنة لأكثر من شهر، لقاء الإفراج عن عدد من الرهائن.

ويتضمن المقترح انسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع، على أن تكون خاتمته وضع حد كامل للحرب في غزة.

وفي حين أفاد المسؤول أن مجلس الحرب الإسرائيلي رفض المقترح، أشار الى أنه يمكن تحقيق تقدم تجاه اقتراح معدّل.

ومع استمرار الحرب، تزداد الخشية من اتساع نطاق التصعيد، في الأراضي الفلسطينية أو على جبهات إقليمية أخرى.

في شمال الضفة الغربية، قتل أربعة فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي الثلاثاء في بلدة عزون شرق قلقيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما تحدث الجيش عن "تبادل لإطلاق النار" في المنطقة.

كما قال الجيش إنه نفّذ "عملية أخرى لضبط الأسلحة في مدينة قلقيلية"، تخللها "شلّ حركة إرهابي أطلق النار" على الجنود.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب، ما تسبب بمقتل نحو 320 فلسطينيا على أيدي جنود إسرائيليين ومستوطنين، وفق حصيلة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفاد الجيش عن اعتقال "سبعة مطلوبين" الليلة الماضية في الضفة الغربية، مشيرا الى أن عدد المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بلغ "أكثر من 2550 مطلوبا... بينهم نحو 1300 مرتبطين بحركة حماس".

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الموالي لإيران والداعم لحركة حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مواقع لحزب الله في منطقة يارون في جنوب لبنان بعدما حدّد انطلاق صاروخين من المنطقة في اتجاه شلومي في شمال إسرائيل.

في البحر الأحمر، يشنّ انصار الله اليمنيون الحوثيون هجمات تستهدف سفنا تجارية يقولون إنها مرتبطة باسرائيل أو تبحر منها وإليها. ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة الى تشكيل تحالف لضمان حرية الملاحة في الممر الحيوي.

وأعلن الجيش الأميركي الأحد إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردا على ثاني هجوم في أقل من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر. وأكد الحوثيون أن الهجوم أدى الى مقتل أو فقدان عشرة من عناصرهم.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي