"مريومة" في عددها الأوّل.. وجهةٌ تجمعُ أطفالنا اسمُها العربية

2023-12-28

ليس العثور على محتوى معرفي موجَّه للأطفال العرب في بلدان اللجوء أمراً سهلاً، ولو أمعنّا النظر في واقع هؤلاء الأطفال خلال العقد الأخير على الأقلّ، فسندرك أنهم في غالبيّتهم قد تأثّروا وبشكلٍ كبير، كحال ذويهم تماماً، بالحروب التي تلت الثورات العربية. ومن ناحية أُخرى أكثر راهنية، لا يُمكن استحضار الثقافة العربية اليوم، في أي بقعة من العالَم، دون الإشارة إلى حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة، التي تجاوز فيها عدد الشهداء من الأطفال فقط الثمانية آلاف. وبطبيعة الحال، لم يكن حالُ الطفولة في باقي البلدان العربية قبل سنوات أفضل بكثير، وإن كان التوحّش الصهيوني المستمرّ قد فاق كلّ تصوُّر.

مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، صدر العدد الأول من "مجلّة مريومة" (إحدى مشروعات شبكة "ناجون")، وهي "مجلّة دوريّة تفاعلية، تعليمية، ترفيهية، مُوجّهة للأطفال الناطقين بالعربية، المُقيمين في أوروبا والمهجر". حيث قدّمت أسرة المجلّة للعدد، موضّحة كيف "نشأت الفكرة ونحن نعبر القارّات تاركين بلادنا رغماً عنّا، تاركين ما عشقنا وأحبَبنا... تشتَّت أحبّتُنا كلٌّ في بلد، وانتشرنا على الأرض، فأدركنا فوراً أنّ الأوطان هي العزم الذي نحمله في قلوبنا".

قبل ذلك، كانت "ناجون" قد أفادت، عبر حسابها على فيسبوك، أنّ حاجة مُحفِّزة تدفع بها لاستصدار مجلّة عصرية ودوريّة للأطفال الناطقين باللغة العربية باسم "مريومة"، وذلك بالاعتماد على كتّاب وفنّانين واختصاصيّين في مجال تربية الطفل. كما لفتَت الشبكة، التي أسّسها في أوروبا ناجون من المُعتقلات السوريّة، إلى أنه "منذ أن استقرّت أحوالنا نحن السورييّن الناجين في مجتمعاتنا المُضيفة، ونحن نُواجه صعوبات بالغة في الحصول على مجلّات ورقية لأطفالنا تكون بلُغتهم الأم، مفيدة وممتعة، وبأسعار مناسبة وسهلة التوافر".

تُخاطب المجلّة الفئة العُمرية من ستّ إلى ثلاث عشرة سنة، وتصدر كلّ شهرين عن "دار النشر العربية الأوروبية" في ألمانيا، وسيجري توزيعها في الشمال السوري أيضاً. وإلى جانب المطبوعة الورقية، لـ"مريومة" موقع إلكتروني يحتوي على ميزة الاشتراك بـ"منهج ألف لتعليم اللغة العربية"، الصادر عن "جامعة بروكسل"، والمُصمَّم على أُسس أكاديمية عِلمية، لتعليم الأطفال اللغة العربية، ويتضمّن 6 مستويات تُرافق الطفل حتى إتقان اللغة العربية بأسلوب مَرن.‎‏

تنوّعت موضوعات العدد الأوّل وأبوابُه، كما تميّز برسومات جذّابة وأفكار طريفة، ولا شكّ في أنّ مخاطبة الأطفال السوريّين المتوزّعين على اختلاف جغرافيا الشتات أمرٌ ليس سهلاً، كما يخلق تحدّياً للقائمين على المجلّة، من حيث قدرتهم على تحديد مُشترَكاتٍ تُخاطب وتحفّز الجميع بالمقدار ذاته. في حين يبقى المأمول من الأعداد القادمة، أن تلتفت أكثر إلى راهن الطفولة، وبالأخصّ لما يجري في غزّة، ففي هذا انفتاحٌ على الواقع الإنساني والعربي، وتقاطُعٌ مع هُموم النّاجين ورسالتهم قبل أي شيء آخر.

تضمّ أُسرة المجلّة فنّانات وفنّانين ومختصّين في مجالَي أدب الطفل وتربيته، وهُم: أمل حويجة، وعمران العطّار، وديالا بريسلي، وسلطان ملحم، وفاتنة ليلى، وسهام سوقية، وجوزيف كورية، إلى جانب فريقها الإداري المكوّن من: محمد قنطار، وزينة أرمنازي، ومحمد المصري، ومحمود بودقّة، ورعد أطلي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي