
واشنطن - قلل متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر من أهمية العزلة التي تعيشها بلاده في موقفها الداعم لحرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة، واستخف بالانتقادات الموجهة لواشنطن على خلفية دعمها المطلق لتل أبيب عسكريا وسياسيا.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، الثلاثاء، واجه ميلر أسئلة ملحة من أحد الصحفيين حول موقف بلاده المخالف للمجتمع للدولي من الهجمات الإسرائيلية على غزة، وخصوصا بعد استخدام واشنطن الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإحباط مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار.
وفي رده على سؤال وجهه أحد الصحفيين عما إذا كان على علم بـ "مدى عزلة الولايات المتحدة" بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، قال متحدث الخارجية بشكل ساخر إن بلاده ستواصل "قيادتها" للأوضاع المتعلقة بغزة.
وذكّر الصحفي، ميلر باستخدام الولايات المتحدة الجمعة، النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وبإصرار واشنطن على إرسال أسلحة ثقيلة إلى إسرائيل، قائلا: "هل تعلمون كم بقيتم وحيدين؟".
ورد ميلر باستخفاف بأن الولايات المتحدة ستواصل "قيادتها" بشأن الوضع في غزة، واكتفى بالقول إن الإدارة الأمريكية "على اتصال مع شركائها".
ولفت متحدث الخارجية إلى أن الولايات المتحدة تؤيد "وقفًا إنسانيًا" للاشتباكات في غزة، لكنها لا تدعم وقفا كاملا لإطلاق النار.
وأردف قائلا: "هذا لا يعني أننا نتفق مع جميع دول المنطقة حول أفضل السبل، بالطبع، نحن لا نتفق".
وأضاف: "العديد من الدول تدعو لوقف إطلاق النار. لقد قلنا بوضوح إننا نؤيد وقفاً إنسانياً للاشتباكات، ولكن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسمح لحماس التي خططت لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين أول الماضي) بالاستمرار في إدارة غزة والتخطيط لهجمات غير مقبولة"، وفق تعبيره.
ووجه الصحفي سؤالا آخر قائلا: "هل تعتقد أن الولايات المتحدة تظهر قيادتها الآن؟"، فأجاب ميلر: "بالتأكيد. لكن هذا لا يعني أننا نتفق مع كل دولة".
وأضاف الصحفي في رده على ميلر: "أنتم لا تتفقون مع أي دولة في الوقت الحالي ربما، باستثناء إسرائيل".
وتابع الصحفي: "في الوقت الحالي، لا يبدو أنك تشعر بالقلق من أن بقية العالم، باستثناء إسرائيل، غاضب منكم أو غير راضٍ عن موقف إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن"، وتساءل مستهجنا: "هل هذه هي القيادة الأمريكية؟".
ورد ميلر: "الولايات المتحدة ستواصل الانخراط في هذه المسألة والبقاء هكذا، لأن ذلك في مصلحة إسرائيل والشعب الفلسطيني وأمن المنطقة الأوسع وأمن الولايات المتحدة"، على حد زعمه.
والجمعة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى مساء الاثنين 18205 قتلى و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.