كيف يؤثر ركوب الدراجات الهوائية على البروستاتا؟

الرجل - الأمة برس
2023-11-04

(صورة تعبيرية بيكسلز)

ركوب الدراجات إحدى الممارسات الرياضية التي تحمل فوائد عديدة للرجل، لكنَّها قد تضر البروستاتا من حيث لا يتوقع؛ بسبب الضغط الناجم عن سرج الدراجة في منطقة العجان، كما قد يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع قيادة الدراجات فترات طويلة، فما السبيل للحفاظ على صحة البروستاتا مع ركوب الدراجات؟

كيف يُؤثِّر ركوب الدراجات على البروستاتا؟

ربطت بعض الدراسات بين ركوب الدرّاجات، وزيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة الجنسية لدى الرجال، بل إنَّ مخاطرها تتجاوز الرياضات الأخرى كالسباحة أو الجري مثلاً.

هذا مبدئيًا، لكن من ناحيةٍ أخرى لم تتضرَّر البروستاتا من ركوب الدرّاجات؛ إذ حصل باحثون من المملكة المتحدة على عينة من أكثر من 5,000 راكبٍ للدراجات، ورجَّحت الدراسات عدم معاناة هؤلاء من أعراض تضخم البروستاتا، أو الأعراض المتعلقة بالجهاز البولي السفلي، مثل كثرة التبوّل، أو الرغبة المُلحّة فيه.

لكن اتضح أنَّ الذين يقودون الدرّاجات لفترات أطول، تزداد فرص إصابتهم بسرطان البروستاتا؛ لأنَّ 3.5% مِمّن خضعوا للدراسة أُصِيبوا بهذا السرطان، وقد كانوا يقودون درّاجاتهم لفترات أطول مقارنةً بغيرهم.

بينما 0.5% مِمَّن يقودون الدراجات لمسافات قصيرة أُصِيبوا بسرطان البروستاتا، إضافةً إلى زيادة خطر إصابتهم بتنميل وقرح في منطقة العجان (المنطقة بين فتحة الشرج وكيس الصفن).

ما هي العوامل المؤثرة على صحة البروستاتا؟

في أثناء ركوب الدراجات، قد تُسهِم بعض العوامل في المعاناة من مشكلات البروستاتا، وذلك يتوقَّف على:

1- فترة ركوب الدراجة

كشفت الدراسات عن أنَّ ركوب الدراجات لفترات طويلة يزيد خطر الإصابة بمشكلات البروستاتا؛ إذ تتعرَّض إلى ضغطٍ مستمر واهتزازات جراء قيادة الدراجة لفترة طويلة، كما أنَّ فرص الإصابة بسرطان البروستاتا ترتفع مع قيادة الدراجة أكثر من 8 ساعات أسبوعيًا.

2- شِدّة الممارسة

كُلَّما زاد الجهد الذي يبذله الرجل في أثناء قيادة الدراجة، زاد الضغط الواقع على منطقة الحوض، وهذه الشَدّة في قيادة الدراجة، وإن لم تُصِب البروستاتا مباشرةً، فإنَّها قد تكون من العوامل المُسهِمة لاحقًا في إصابتها بمشكلاتٍ صحية.

3- تصميم سرج الدراجة والضغط على البروستاتا

تتسبَّب بعض أنواع سرج الدراجات في الضغط على منطقة العجان، ومِنْ ثَمَّ البروستاتا، ما يجعلها عُرضةً للإصابة.

ركوب الدرّاجات والتستوستيرون

تزداد مستويات التستوستيرون في الجسم مع مرور أول 60 دقيقة منذ قيادة الدرّاجة، لكن هذا التأثير نادر للرجال الأكبر من 55 عامًا، وبمرور الوقت قد تتراجع مستويات التستوستيرون إلى ما دون المُعدّل الطبيعي لها، خاصةً لدى الرياضيين المحترفين.

هل يُسبِّب ركوب الدراجات التهاب البروستاتا؟

نعم، قد يزيد ركوب الدراجات خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا، والتي قد تزيد بدورها خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فقد بيَّنت دراساتٌ أنَّ الإفراط في قيادة الدرَّاجات قد يُؤدِّي إلى تهيّج البروستاتا، أو تفاقم الالتهاب حال المعاناة منه مسبقًا.

هل يُسبِّب ركوب الدراجات سرطان البروستاتا؟

قد تزداد فرص الإصابة بسرطان البروستاتا مع ركوب الدراجات؛ بسبب:

  • الضغط المُتكرِّر على العجان من السرج؛ إذ يُؤدِّي إلى تكرار التهابات البروستاتا، التي هي أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
  • ارتفاع مستويات التستوستيرون في بداية التبديل، خاصةً إذا كان قويًا أو لم يكن المرء مُعتادًا على ممارسة هذا النوع من الرياضة من قبل، ما قد يُحفِّز نمو الخلايا السرطانية في البروستاتا، ويُعزِّز إنتاج مُركَّبات الأكسجين التفاعلية؛ المُتلِفة للمادة الوراثية، ما يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
  • تزداد فرص الإصابة بسرطان البروستاتا مع قيادة الدراجات لفتراتٍ طويلة "أكثر من 8 ساعات أسبوعيًا".

هل يزداد تضخم البروستاتا مع ركوب الدراجات؟

صحيحٌ أن ركوب الدراجات قد يُنشّط التهاب البروستاتا، لكنّه لا يزيد تضخم البروستاتا، فلم يُعانِي راكبو الدراجات أعراضًا جديدة لتضخم البروستاتا، لكن ذلك لا يمنع الأعراض السابقة التي كانوا يُعانُونها قبل أن يبدأوا ركوب الدراجات.

نصائح لراكبي الدراجات للحفاظ على صحة البروستاتا

نظرًا لأنَّ البروستاتا قد يلحقها ضررٌ خاصة مع قيادة الدراجات لفترات طويلة، يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية للحفاظ على صحتها:

  • تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والبوليفينول، مثل الخضراوات، التوابل، الشاي، التوت، والفواكه؛ إذ تُعزِّز الجبهة الدفاعية تجاه مُركَّبات الأكسجين التفاعلية.
  • الالتزام ببعض العادات لتقليل الالتهاب المزمن للبروستاتا، مثل تجنُّب السكريات المُكرّرة، والمواد السرطانية كالأكريلاميد الذي يتكوَّن من التسخين المفرط للكربوهيدرات "رقائق البطاطس، خبز الشوفان، وبعض الحبوب".
  • عدم قيادة الدراجات لفترات طويلة، والاستراحة بين الحين والآخر؛ لتخفيف الضغط عن البروستاتا.
  • تجنُّب الشدة في التبديل أو رياضة ركوب الدراجات عمومًا؛ كي لا تتضرَّر البروستاتا لاحقًا.
  • اختيار سرج دراجة مناسب للبروستاتا؛ لتقليل الضغط على العجان والبروستاتا، ويُفضَّل اختيار السرج مع الشقوق أو القنوات التي تُقلِّل الضغط.
  • ممارسة تمارين تقوية عضلات قاع الحوض، مثل تمارين كيجل، وذلك بانتظام؛ للحد من فرص إصابة البروستاتا خلال ركوب الدراجة.
  • فحص البروستاتا دوريًا بزيارة طبيب مناسب؛ للتأكُّد من خلو البروستاتا من أي مشكلات صحية.

يُعدّ البوليفينول مضادًا طبيعيًا للسرطان، كما أنَّه ذو خصائص مضادة للالتهاب، وأورد بحثٌ أنَّ تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول يخفض خطر الإصابة بالسرطان.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي