

واشنطن - ليزلي روتون ـ قال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي الثلاثاء ان الأسعار العالمية للاغذية وصلت "مستويات خطرة" وقد تتسبب في تفاقم الأوضاع الاجتماعية الهشة في الشرق الاوسط وتثير آثارها أيضا القلق في أنحاء آسيا الوسطى.
واظهرت بيانات للبنك الدولي نشرت الثلاثاء ان اسعار الأغذية المرتفعة دفعت 44 مليون نسمة آخرين الى هوة الفقر المدقع منذ يونيو حزيران عام 2010 في البلدان النامية.
وقال زوليك للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف ان الاسعار العالمية المرتفعة للاغذية كانت "عامل تضخيم" للاحتجاجات العنيفة التي انتهت بسقوط زعيمي مصر وتونس ولكنها لم تكن السبب الرئيسي.
وحذر بقوله ان زيادة حادة في اسعار الأغذية في انحاء آسيا الوسطى قد يكون لها ايضا آثار سياسية واجتماعية في تلك المنطقة.
وقال زوليك "لا يهدأن بال أحد." واضاف قوله "اسعار الاغذية العالمية الان في مستويات خطيرة ومن الواضح ان الزيادات التي طرأت في الاونة الاخيرة على اسعار الاغذية تتسبب في الألم والمعاناة للفقراء في انحاء المعمورة."
وجاء تقرير البنك الدولي قبل ايام من اجتماع لبلدان مجموعة العشرين في باريس سيناقش فيه اسعار الاغذية المرتفعة وسبب ارتفاعها.
وقال زوليك انه يريد ان تعالج بلدان مثل مصر وتونس والاردن اسباب اضطراباتها الاجتماعية وان ارتفاع اسعار الاغذية قد يزيد من "الاوضاع الهشة التي كانت دوما سببا للثورات والتحولات."
ومضى يقول انه يجب على البنك الدولي ان يدرك مثل هذه المخاطر والا يعمد الى تضخيم المشكلات بفرض سياسات مثل حظر الصادرات قد تؤدي الى مزيد من ارتفاع اسعار الاغذية.
واضاف قوله ان فريقا للبنك الدولي في تونس حاليا لتقييم المرحلة الانتقالية التي تمر بها واحتياجاتها التمويلية المحتملة.
وقال ان الوضع المالي في مصر "من المرجح ان يتسنى تدبيره" وان البلاد قد لا تحتاج الى تمويل اضافي من البنك الدولي.
وقال البنك الدولي الذي يوجد مقره في واشنطن ان مؤشره لأسعار الأغذية ارتفع 15 في المئة بين اكتوبر تشرين الاول عام 2010 ويناير كانون الثاني 2011 وانه يقل ثلاثة في المئة فحسب عن ذروته في عام 2008 خلال الأزمة السابقة لاسعار الأغذية.
ولكن على النقيض من الازمة الغذائية في عامي 2007 و2008 فان الاسعار المرتفعة لم تصب بعد كل مناطق العالم.
وفي انحاء آسيا وبعض اجزاء امريكا اللاتينية وشرق اوروبا وآسيا الوسطى يؤدي غلاء الاغذية الى زيادة الضغوط التضخمية بينما ساعدت محاصيل زراعية جيدة في افريقيا جنوب الصحراء حتى الآن على تجنيب تلك المنطقة ارتفاع الاسعار.
وقال زوليك انه يجب على البلدان الغنية المانحة ان تركز المعونات الغذائية على بلدان مثل افغانستان وجمهورية الكونجو الديمقراطية وقرغيزستان ومنغوليا تواجه زيادات حادة في اسعار الأغذية.
وقال البنك انه يجب على المجتمع الدولي ان يتخذ خطوات لتهدئة الاسواق المضطربة للسلع الاولية. وحث ايضا الدول الفقيرة على توسيع نطاق البرامج الاجتماعية لضمان حماية الفقراء من اثار ارتفاع الاسعار.