
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - الأمة برس - توجه رئيس المجلس السياسي التابع لأنصار الله الحوثيين مهدي المشاط بالتحية إلى كل الشرفاء من أبناء وبنات الشعب اليمني العزيز في عموم البلاد وحيثما كانوا في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الـ 61 لثورة 26 سبتمبر، وفقا لوكالة الانباء اليمنية نسخة صنعاء (سبأ)
ودعا الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم الاثنين 25-9-2023 بهذه المناسبة إلى النظر لهذا اليوم - وكل الأيام الوطنية والتاريخ اليمني عموما - بنظرة جديدة ومختلفة، لأن النظرة التقليدية التي سادت طوال العقود قد أساءت كثيرا لهذا اليوم، وحولته إلى يوم للشتيمة والسباب والتهريج، وتجديد للجفاء والقطيعة بين الأجيال اليمنية.
واستدرك بالقول " نسينا طويلا ودونما شعور بأننا إنما نجلد ونمزق الذات الجمعية لليمن الحبيب حاضرا وماضيا".. مشيرا إلى أن الأجيال التي سبقت يوم السادس والعشرين من سبتمبر وكذلك الأجيال التي تلت هذا اليوم الخالد - جميعهم من أبناء الشعب اليمني العزيز، ومن نفس عشائر وقبائل اليمن الممتدة عبر العصور من القديم إلى الحديث، ولكل جيل - لاشك - مواقفه ونضالاته، ونجاحاته وإخفاقاته، وهذه طبيعة البشر في كل مرحلة وعصر وتاريخ.
وأضاف" إننا بتلك الطريقة التقليدية الغريبة جدا لم نكن ندرك أننا نفرغ أيامنا الوطنية من جمالها وفروسيتها، ونخسر كثيرا حينما نبالغ في وأد الحقائق وتسطيح الأطروحات، وحينما نقفز على سنن المنطق ونحيل خيرية اليمن إلى صفر وهي التي لا يخلو منها جيل يمني عبر كل العصور".
ولفت المشاط إلى أهمية إدراك أن بناء الدول عملية تراكمية لا تقبل القطيعة مع التاريخ بقدر ما ترتكز على لغة الوصل وتجسير التجارب بين الأجيال، وإثرائها بالبحث العلمي والنقد الموضوعي وصولا إلى تحييد الأخطاء، وتعظيم وتثمير المفيد من التاريخ، تماما كما فعلت وتفعل كل البلدان فما من بلد إلا وله مناسباته وأعياده الوطنية لكن البلدان جميعها لم تحول تلك المناسبات للمزايدات، ونشر الكراهية والأحقاد، وتمزيق الذات الوطنية الواحدة.حسب وصفه
وتابع :"نحن اليمنيين فقط من فعل ويفعل ذلك منذ عقود، ولذلك وبكل أسف ذبلت روحنا الوطنية وراكمنا على مدى الماضي ثقافةً سلبية للغاية تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع، وتضيق ولا توسع، فأخفقنا طويلا وبقينا نتعثر في الأحقاد، ونغرق في الصراعات وتغذية الفرقة والشتات)".
وأكد رئيس المجلس السياسي التابع لأنصار الله الحوثيين أهمية مغادرة منطق الكراهية، وإعلان القطيعة مع كل الأنماط الفاشلة، والاعتزاز بالذات اليمنية الأصيلة، وأخذ الجميل والمفيد من كل عصر وتاريخ.
وأشار بضرورة تلافي كل الأخطاء التي وقع فيها السابقون، وتلزمنا في نفس الوقت بالبناء على كل ما هو صحيح ممن سبقونا أيضا، فنحن روح يمنية واحدة، وكلنا بشر نخطئ ونصيب".. معربا عن أمله باعتناق هذه الثقافة وهذه القيم، والمتمثلة في ثقافة البناء وقيم الاعتزاز بالذات اليمنية الواحدة.
وأوضح المشاط أن الشعب اليمني مقدم على إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف التي لا يفصله عنها سوى ساعات، مجددا بهذا الخصوص التهاني والتبريكات للشعب اليمني الواحد والأمة الواحدة.
ودعا كل الشرفاء والمخلصين في هذا البلد من مختلف المكونات والمناطق والمذاهب والأحزاب الى الترفع وعدم مجاراة أبواق الحقد والكراهية في ما يبثونه من سموم، والامتناع التام عن مشاطرتهم فشلهم وإرهابهم وأساليبهم الظلامية.حسب وصفه
كما أكد أن الوقت قد حان للإخاء والعمل والبناء لأن الجميع أمام فرصة تاريخية لصناعة التحولات الكبيرة، والارتقاء بالبلد والشعب نحو الأفضل.
وخاطب أبناء الشعب اليمني :" أنتم شعب كريم وعزيز، ومجتمع خلاق ومبدع، وتمثلون الكثافة السكانية الأكبر على مستوى المنطقة، وجلكم شباب متوثب في سن العطاء، وقد حباكم الله بموقع حاكم، وتاريخ حضاري عريق، وأرض وصفها الله في كتابه المجيد بقوله (بلدة طيبة ورب غفور) ".
وشدد المشاط على أهمية رص الصفوف والتشمير عن السواعد، والتوجه نحو العمل الدؤوب يدا بيد، وكتفا بكتف في كل ما يحقق تحرير البلد وخدمة الصالح العام.
وقال :" كما أدعو خصومنا المحليين وكل محيطنا وجوارنا إلى ما ندعوا أنفسنا إليه ونلزمهم بما نلزم أنفسنا به من حسن النوايا وطيب الفعال والمواقف، والتخلي عن الاستراتيجيات والممارسات العدائية، والانتقال إلى أجواء السلام والحوار بما يفضي إلى الحلول العادلة، ويكفل احترام حقوق بلدنا وشعبنا كاملة غير منقوصة وصولا إلى الخلاص من كل عوامل وأسباب الفرقة والكراهية بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة والعمل على إرساء قيم التسامح والتصالح، والتعاون والتكامل".
وأضاف الرئيس المشاط في ختام خطابه :" أشدد قبل كل ما سبق على سرعة الإنهاء الفوري للحصار، والانخراط بسرعة في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، وفي مقدمة ذلك الفتح الكلي للمطارات والموانئ ودفع المرتبات وأبرأ إلى الله من أي انتكاسة، ومن كل ما قد يترتب على التسويف والمماطلة في الاستجابة لهذه الدعوة الصادقة".