إعادة تدوير الألمنيوم في البرازيل.. صناعة بمليارات الدولارات  

أ ف ب-الامة برس
2023-07-31

 

 

   صورة مؤرخة في 29 حزيران/يونيو 2023 لشيرلي دا سوزا تسحق عبوات ألمنيوم في أحد أحياء ساو باولو (أ ف ب)   تستخدم شيرلي أباريسيدا دي سوزا قدمها لسحق عبوات المشروبات الفارغة التي تجمعها من أزقة أحد أحياء ساو باولو الفقيرة: إنه مصدر رزقها وأمر حيوي لأهداف حماية البيئة في البرازيل.

بفضل حوالى مليون جامع مثلها، أعادت البلاد للمرة الأولى في العام 2022، تدوير عبوات من الألمنيوم بما يعادل ما تنتجه منها وفقا لبيانات من "ريسيكلا لاتاس"، الجمعية التي تمثل القطاع.

تعد البرازيل رائدة على مستوى العالم في إعادة تدوير عبوات المشروبات، وقد تفوّقت في هذا الشأن على الاتحاد الأوروبي الذي يعيد تدوير 73 في المئة منها والولايات المتحدة 60 في المئة وفقا لقواعد البيانات الخاصة بهما.

وتقول منظمة "ريسيكلا لاتاس" إن جهود إعادة التدوير في البلاد ساهمت في منع انبعاث حوالى 16,5 مليون طن من غازات الدفيئة في السنوات العشر الماضية.

لكن بالنسبة إلى أباريسيدا دي سوزا، فإن جمع العبوات مسألة بقاء.

تجمعها من الشارع، من حاويات قمامة أو مطامر نفايات، وتبيعها إلى مراكز التجميع التي ترسل العبوات إلى معامل إعادة التدوير، وهي تكسب حوالى 20 ريالا، أي ما يزيد قليلا عن 4 دولارات، في اليوم.

وتقول هذه المرأة البالغة 38 عاما لوكالة فرانس برس إن ذلك المبلغ "يكفي لشراء الضروريات، علبة أرز وفاصوليا سوداء وأحيانا لحوم".

وبالتالي، من خلال هذا العمل، يمكنها تربية خمس بنات في حي تسكنه الطبقة العاملة في كبرى مدن أميركا اللاتينية.

- "تقليد عائلي" -

تخرج دي سوزا من المنزل كل يوم عند الفجر لجمع أكبر عدد ممكن من العبوات. يتطلب الأمر حوالى 70 كيس قمامة أسود لجمع كيلوغرام من الألمنيوم الذي يباع بما يزيد قليلا عن دولار أميركي.

وتضيف لوكالة فرانس برس أن العمل "تقليد عائلي" بدأته والدتها مذ كانت في الخامسة عشرة.

وتوضح "يباع الألمنيوم بسعر أعلى من المواد الأخرى مثل الكرتون، وهو أخف في الحمل".

من جهتها، تقول ألين سوزا دا سيلفا الناشطة في جمعية "أنكات" التي تمثل جامعي المواد القابلة لإعادة التدوير إن هناك "الكثير من المنافسة" في جمع العبوات التي يمكن إعادة استخدامها إلى ما لا نهاية.

ويبلغ معدل إعادة تدوير المواد الأخرى في البرازيل أقل بكثير من معدل إعادة تدوير العبوات: حوالى 4% في المتوسط.

في العام 2022، أعيد تدوير حوالى 430 ألف طن من العبوات، وفقا لريناتو باكيت، مدير "ريسيكلا لاتاس" الذي تستخدم الحكومة البرازيلية بياناتها كمرجع.

156 عبوة للفرد -

منذ العام 2010، عندما وقّع مصنعو المشروبات اتفاقا مع السلطات البرازيلية، ارتفعت أرقام إعادة تدوير الألمنيوم في بلد يستهلك كل فرد من سكانه البالغ عددهم 200 مليون تقريبا، حوالى 156 عبوة كل عام.

يستغرق الأمر "60 يوما في المتوسط" لعبوة تم شراؤها من متجر سوبرماركت لتظهر على الرفوف مجددا بعد إعادة التدوير، بحسب دانيلو ماتشادو، المسؤول في شركة Latasa-Garimpeiro Urbano لإعادة التدوير.

ويضيف هذا القطاع حوالى 1,25 مليار دولار إلى الاقتصاد البرازيلي كل عام. لكن أولئك الذين يشكلون العمود الفقري للقطاع يعيشون حياة محفوفة بالأخطار مع القليل من الحماية الاجتماعية.

في 1 كانون الثاني/يناير، حصلوا على تكريم خاص في حفلة تنصيب الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مع سوزا دا سيلفا من بين مجموعة من الناشطين اختيرت لتقدم له الوشاح الرئاسي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي