في حقل البياض

2023-06-07

منير الإدريسي

عتمة الشمس

أمُّنا تحت تعدُّ طاجن السمك قبيل الظهيرة، والمهراس يُدقُّ.

على سطح البيت

أتشمّسُ.

حيالِ الدفء

مغتبطٌ، أشقُّ بأضراسي ثمرة بلّوط.

واقفاً، ظهري إلى الشمس

وظلُّ بجامتي على قوقعة سلحفاة سخّنتها الظهيرةُ

قوقعة مُحمّاة

كقطعةٍ من الشمس...

وأحسب أنّني مثلها أشتدُّ.

جرِّبي أنتِ كذلك يا أختي، قفي في الشمس!

سترين كيف كنتُ أعجز أن أهبط إلى ظلّ الغرف الباردة

دون أن أكون، مُعمى بالنهار...

تحتكِ، يصبح مثل هوّة من كومة صوف معتم جُزّ لخرافٍ سوداء.

وستسألين: أين السُّلّم؟

درابزينه الحديدي؟ وخطوتي عليه؟

أينها... أينها؟!

كيف لا زلتُ ألمسها، وقد ابتلعتها جميعها الشمس؟!

■ ■ ■

مسخ

رياحٌ خفيفة تهبُّ

وصفرة الأزهار على الهضبة، صفيرٌ متوهّج لربيع أتى متعجّلاً

فيما ملاءات حبال الغسيل شاسعة وبيضاء

تخفق في الهواء الطلق، 

مشيت بينها،

وهي تلامس وجهي أحياناً..

فجأةً، وفي فجوةٍ من خفقانها في هبوب الرياح

ضوء الشمس

مسّ عيني، وأخفى عنّي العشب

والخطو،

كان قويّاً كممحاة.

بالتزامُنِ،

أزيز حشرة

اخترق بشدّة طبلة أذني

أزيز مقزّز في حقل البياض هذا، لوّثني...

جعلني أفرك ملتصقاً بجدار الضوء 

أجنحة بغيضة.

شاعر من المغرب







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي