هذا هو أنت!

2023-05-26

رزان الحسيني

ارتعاشاتك صدوع

أيها الطينيّ

يصنعها الزلزال الصامت

وفي حديقتك الصفراء

تنهشك الظلمة،

فاحذر! ولا تحسب أنك تنتصرُ إذ تنتمي لخضارِ العشب

ما هو إلا جنديٌ ذو وجهين.

قلبك سابحٌ

لأن خيوط الزجاج التي كانت تعلّقهُ

عالياً، فوق كل شيء

قُطعت بخنجرِ الكلمة، بيدٍ حبيبة.

وتنهشك الظلمة،

ومثلِ الثقب الأسود

تبتلعُ البريقَ على ضآلتهِ

وتحيلهُ نوراً لا يُبصَرُ إلا في قلبك..

ولكن هناك الشعرُ!

يصوّر لك جسداً آخر مثلكَ يُصلبُ من قلبه

ويمنحُ ليديك الخلّاقة طيناً تصنعُ روح الرفقة منه..

أيها السلوان، يا أيها الشعر!

لولاك أين كنّا سنكون؟

هذا هو أنت

وشاح هائم في الريحِ لا تُعرف قصتهُ

شجرةُ قَبرٍ لا يهتمُّ أحدٌ لمنبعها

طالما خضرتها تسدُّ الشمس..

هذا هو أنت

فلاحٌ لا يحصدُ قط،

وقدّيسٌ لا يقرأ سوى الدواوين،

ونشيدك الأبديّ هو واحدٌ، أيهذا المتعددُ..

ـ أعطِنا كفاف قلبنا من الضوء والحنان

وادخلنا في التجربةِ

ولكن نجّنا من اليقين الأعمى

أعطِنا كفاف قلبنا من القصائد والغناء

واعطِ الظلام كفافهُ منّا

بقدرِ النور

ولكن نجّنا من ضَلالةِ الدليل.

ارتعاشاتك صدوع

أيها الطينيّ

فحذاري أن يخرجَ منها غير الضوء.

كاتبة عراقية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي