إلى غزالة

2023-05-19

جمال البدري

سأبقى أرنو إليكِ رغم بُعاد…

كي أحلــم بطيف جميل؛

جمال أهل هذي البلاد…

كم كنت أحلم كثيرا يا شهرزاد؟

أحلم بيوم أسافر فيه لوحدي؛

كالسندباد..

لأجمع لك من بحور وخلجان:

ألف ليلة وليلة؛

أكاليل لؤلؤ ومرجان…

تليق بضيف هارون الرشيد.

وأجمع لك الأقمار بقـلادة..

وأنسج لك قصيــدة غـزل؛

من نجوم السّماء؛ عناقيد.

من غربتي أكتـب إليكِ…

من (لومبـــارد) البعيد..

وحنيني وشوقي وعشقي؛

كانت طوق نجاتي وآهاتي.

بروح صلد عنيد.

ولساني الأخرس فجأة

نطق كترجمان سليمان

كأنّه ألف لسان ولسان.

قلت سأهرب لأيام؛

لأعوام… كالغـزال

لكن الزمان توّقف

في مينائك العميق.

فكيف لي الهروب؟

وسفينتـي الفينيقيـّـة

جانحــة أسيــرة..

تتوّسل إلى الميــاه؛

أنْ تطلق سراحي من قيد؛

وتدع الحريّة للمجــــذاف؛

ولترفع الشــراع ليلامــس

النـــوارس.. والأعــراف.

أيـن سأختفـي عن غزالتي

وحولي عيون المهـا يقظى

لا تغفل عن سرب الأروى

بين جبال وصخور جلمود…

٭ ٭ ٭

أينما سافرت لوحدي

كان وجهـك قبلتي…

وكان صوتك النداء؛

وكان اسمك عنوانًا؛

لشهريار الرجال: أسمـاء.

والآن أكتب إليك سيدتي:

من اللامكان المجهول

لأنك وحـدك تعرفين

جيناتـي المجنونــة؛

وخريطتي السريّــة…

كربان سفينة ماهر؛

أو كقرصان ملهوف…

يبحث عن كنزفي جزيرة…

وسط بحار… وكهوف.

أو كأمّ تبحث عن طفلها

الذي ضاع في زحــام؛

وسط ألوف وألوف…

وقلب الأمّ بوصلة لا تخطأ

جغرافيا الوجوه والغزلان.

أكتب إليك من اللامكان..

لأنك يا ملهمتي؛ الزملكان.

فلـــو غـــادرت هذه الأرض؛

ستكونين أمهـر صياد بنيشان؛

وستصطادني شباك جاذبيتك؛

بخيوط ذات ألوان.. وألوان؛

لأجمل عبوديـّـة حبّ وغرام.

وستكونين أنت وحدك؛

يا غزالتي؛ نسيم الحريّة

ومنشـم طيب خزامى

ودليل ذاك العنوان…

شاعر من العراق







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي