الفزّاعة

2023-05-09

نبيل منصر

مُتلَفِّعاً عَباءَتي الرَّمادية،

لا أخشَى شيئاً غَير نفْسي.

وقوفي الطويلُ في الحقل مُخيف ومُرهِق

وَزادي نَزر.

يَدِي المَبتورةُ لم تُمسِك يوماً بسيفٍ ولا وَردة.

ذراعاي مَمدودتان في الهواء،

مُنذ أن غادرَ صاحبي الحقل

وزرع رُمحَه بالباب.

الأخُ رَمَى أخاه بحَجرٍ،

ومَضى يبحثُ في طيَّات الأرض،

بِمِذْرات السماء.

طارتْ غِربان كثيرة مِن حولي،

ولوَلتْ رياحُ، وأنا ما زِلتُ مُسمَّراً بمكاني،

مُتلفِّعَاً عباءةَ شيخ

يَختزنُ الشمسَ بِقلبه الفارغ

والمَطرَ بِقِحف رأسه المُجوَّف.

ما من طير، في الليل، تَحُطّ على كَتِفي

مُصغيةً لِصَفيري الحزين،

وكلّما أَجهدتُ نَفسي في الاِلتفاتِ إلى العُصفورة،

 إذا هَبَّ النَّسيم،

وَجدتُها تَقفز إلى أسلاك السِّياج

ومِنها إلى شجَرة عارية تَمصّ ضرع الوادي.

أيَّتها العُصفورة الحَبيبة، يا فلذة البَرق

والرِّيح،

اقتربي، لا تَخشَي وَجهي

لا تَخشي تجاعيدي الطويلة،

غنِّي حتَّى تَسقُطَ عَني

هذه الأسمال.

شاعر من المغرب








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي