
دريد جرادات
هاتَفتُه شَوقاً ..
بِعباراتٍ قَليلَة …
لَمْ يدُرْ بالبالِ أن يَطول الحَديث …
أو أنْ نلتَقي وَقتَ الظَهيرة …
فاجأني السُّؤال ..
كيفَ أحوالُكَ يا صاحبَ الفَضيلَة ؟
عَلَتْ هامَتي قليلاً …
ثُمَّ انْحَنَتْ …
امامَ هَولِ الفَظائعِ …
و عاصِفَة الأمسِ الحَزينة ..
آه لَو تَدري ..
كَم تَغَيَّرَت الأحوالُ …
و غَزَتنا الثَّقافَةُ و المَفاهيمُ الهَزيلَة ..
ما عُدنا نَعرِفُ في أيِّ زَمَنٍ نَحنُ …
أهُوَ زَمَنٌ لَمْ يَعُد فيهِ مَعنى للفَضيلَةِ ….
أمْ أنَّهُ زَمَنُ الفَضيحَة ….
لا بأسَ يا صاحِبي ..
فالعَيبُ ليسَ فيكَ أو فيَّ
او في ثَقافَتِنا القَديمَة ..
العَيبُ فيهِم و في ثَقافَتِهم الهَزيلَة ….
و اصحابِ العُطوفَةِ والمَعالي
و اصحابِ السَّعادَةِ و السَّماحَةِ ….
و بَقِيَّةِ اصحابِ الألقابِ و اصحابِ الفَضيلَة ….
أنا يا صاحِبي ما تَغَيَّرت ….
أنا كَما تركْتَني بالأمسِ …
حينَ غادَرْتَ ….
و حينَ عُدْتْ ….
تَغَيَّرتْ الأمكِنَةُ و الأزمِنَةُ و الألقابُ ….
و بَقيتُ عَلى حالي …..
ما تغيّرْتْ ..
فَنَعتوني بالتَّخَلُّفِ و الجُنون ….
و كُلِّ المُفرداتِ السَّفيهةِ في قامُوسِ اللُغَةِ الفَصيحةِ ….
أنا يا صاحِبي كَما أنت ….
انا يا صاحبي …
كَما تَرَكْتَني بالأمسِ حينَ غادَرْتْ …
شاعر أردني