صاحِبُ الفَضيلَة

2023-05-05

دريد جرادات

هاتَفتُه شَوقاً ..

بِعباراتٍ قَليلَة …

لَمْ يدُرْ بالبالِ أن يَطول الحَديث …

أو أنْ نلتَقي وَقتَ الظَهيرة …

فاجأني السُّؤال ..

كيفَ أحوالُكَ يا صاحبَ الفَضيلَة ؟

عَلَتْ هامَتي قليلاً …

ثُمَّ انْحَنَتْ …

امامَ هَولِ الفَظائعِ …

و عاصِفَة الأمسِ الحَزينة ..

آه لَو تَدري ..

كَم تَغَيَّرَت الأحوالُ …

و غَزَتنا الثَّقافَةُ و المَفاهيمُ الهَزيلَة ..

ما عُدنا نَعرِفُ في أيِّ زَمَنٍ نَحنُ …

أهُوَ زَمَنٌ لَمْ يَعُد فيهِ مَعنى للفَضيلَةِ ….

أمْ أنَّهُ زَمَنُ الفَضيحَة ….

لا بأسَ يا صاحِبي ..

فالعَيبُ ليسَ فيكَ أو فيَّ

او في ثَقافَتِنا القَديمَة ..

العَيبُ فيهِم و في ثَقافَتِهم الهَزيلَة ….

و اصحابِ العُطوفَةِ والمَعالي

و اصحابِ السَّعادَةِ و السَّماحَةِ ….

و بَقِيَّةِ اصحابِ الألقابِ و اصحابِ الفَضيلَة ….

أنا يا صاحِبي ما تَغَيَّرت ….

أنا كَما تركْتَني بالأمسِ …

حينَ غادَرْتَ ….

و حينَ عُدْتْ ….

تَغَيَّرتْ الأمكِنَةُ و الأزمِنَةُ و الألقابُ ….

و بَقيتُ عَلى حالي …..

ما تغيّرْتْ ..

فَنَعتوني بالتَّخَلُّفِ و الجُنون ….

و كُلِّ المُفرداتِ السَّفيهةِ في قامُوسِ اللُغَةِ الفَصيحةِ ….

أنا يا صاحِبي كَما أنت ….

انا يا صاحبي …

كَما تَرَكْتَني بالأمسِ حينَ غادَرْتْ …

شاعر أردني









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي