صواعق

2023-05-03

أديب كمال الدين

حينَ خرجتُ من حفلةِ حُبّكِ الجُنونيّةِ عارياً

وقد سُلِبتْ منّي ملابسي

وحقيبتي

وذاكرتي

تلقّفني المطرُ الذي استباحَ جسدي وروحي

واستقبلني الرعدُ بسكاكينه التي اسمها الصواعق.

وحينَ تعلّمتُ أسماءَ هذه الصواعق

التي أحرقتْني لسبعين عاماً

من السّرّةِ حتّى العنق

قرّرتُ،

يا راعيةَ حفلتي الجُنونيّة،

أنْ أعلنَها لكِ من بابِ التسلية

ولنفْسي من بابِ النسيان

ولمَن يشاءُ مِن بابِ الهذيان.

أوّل اسمٍ من هذه الصواعق:

القُبْلَة الآسرة،

ثُمَّ الطعنة الغادرة،

ثُمَّ الجمرة في يدِ الطفل،

ثُمَّ المطاردة ليلاً وسطَ سيركِ المجانين.

ولهذهِ الصواعق أصوات

لكنها ليستْ مُسلية أبداً

فبعضُها يشبهُ طعنةَ السكّينِ في الظهر،

والآخرُ يشبهُ صوتَ توقّفِ القلب

فجأةً عن النبض

لساعاتٍ أو أيامٍ أو سنوات،

والآخرُ يشبهُ صوتَ الموجِ الغاضب

وهو يرمي جُثّةَ غريقٍ

تحطّمَ مركبهُ الآن

على ساحلِ البحر.

شاعر عراقي









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي