هذا الصباح

2023-04-25

منير الإدريسي

هذا الصباح

مشيتُ في الثلج

في تلك الغيوم السميكة البيضاء المتجمدة

وقد أصبحت تحت قدمي.

دلقتُ كوب قهوة بالحليب فيها، ووسختها برماد سيجارة

وجريتُ فوقها مع كلب.

أخذ قياسٍ لموتي

أنزل النهر

وأتركُ حذائي على الضفة

لن أضع أحجارا في جيوبي

لأغرق..

مرنٌ أنا في الماء، كسمك المارلين.

مِنْ أبي، تعلمت السباحة جيداً

مَنْ يرقدُ الآن

أبعد من هذه الضفة..

أغطسُ عميقا.. عميقا

بعيون مفتوحة

وقلب بارد

وعضلات مشدودة

ورئة مملوءة بالهواء

مغمورا بالمياه

أتطلعُ إلى سقفها حيث أمكن للشائعات وضوء النهار أن يتمشيا فوقه:

– ربما ظنني المتنزهون أغرق-

من أجلهم

أضع ابتسامة بزعانف.

لا أسمع في التيار البارد

مثل أبي في قبره لا أسمع حتى نبضي عند الصدغين.

حصاةٌ في الحلقِ

لا أتكلم كثيرا..

حصاة الصمت في فمي

أحيانا تحتبس في حلقي

شرب كأس من الماء لا يفي بالغرض

هكذا أظل أنظرُ في استياء كبير

كما لو كنتُ الغريب

في وجوه من يجترون عشب الكلام

لا يسعني أمامهم التحدث بعمقٍ ككتاب

أو لفت الانتباه إلى الغيوم

مائلا إلى ظلي

وبتوحد واضعاً يدي في جيوبي

أمتص الحصاة بلذة

تحت لساني.

أصمتُ بعمقٍ، ككرسي على كتفيه معطف

وحذاء ثابت تحته.

قطعة ثلج

قطعة ثلج صغيرة

تذوب في يدي

بعيدا عن الثلاجة.

مكعبٌ أملسٌ

باردٌ

يختفي بحرارة النهار

أنظرُ وأتعجبُ.

أنظرُ إلى الماء

محبوسا في إسم آخر

وإلى الثلج

يسيلُ مُضيعا صلابة البياض

ليتماسك نفيُ الاسم للمسمى في كل مرة، وتنزلقُ بين أصابعي الصفةُ.

يذهبُ الثلج، يذهبُ الماء

تبقى الفكرة باردة وملتمعة، كسكين في اليد.

كاتب مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي