قصص قصيرة جدا

مصعب مكي زبيبة

ضياع

بحث كثيرا عمن يرشده إلى مكانها، ويدله عليها، بحث عنها في زوايا البيت، وأقبية المقاصِف، وأوراق الكتب، لم يجد نفسه التي نَسِيَ مكانها، وضاعت منه في ساعة غفلة.

عيارات نارية

أراد أن يظهر فرحه بطلقة، وأراد أن يظهر حزنه بطلقة، لكن الطلقة التي أطلقها عاليا إلى عنان السماء أصابت قلبه فأماتته.

غياب

في أيّام تموز/يوليو الحارة، تمر نسمات عليلة على ضفاف النهر، كانت العصافير تتنقل في فرح، كان قلبه يتنقل في حزن، لم يجد إلا ألم الصبر، عندما تذكر نفسه، كانت عيناه تنظران إلى السماء بانتظار القمر الغائب، سائراً على ضفاف النهر يبحث عن نفسه، فلم يجدها.

مصيبة

استغاثت (كان) عندما لم يُنصب خبرها، بكت كثيرا (ما زال) عندما لم ينصب خبرها، وأما تخلو، فقد حملت بالألف ما لا تطيق، فكتبت (تخلوا) كان لا يخجل من رفع خبر كان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

عقاب

كان لا يقيم وزنا لرفع الفاعل، ولا لنصب المفعول به، ولا يحترم ألف الإطلاق، عندما كتب عبارة: (رمو لي حبل سميك) ولهذا قرّر الحبل أن ينتقم منه، فلا يمتد إليه؛ ليبقى في حفرته مطموراً!

سياسة

أسدل الستار… المسرحية انتهت… انتظرونا في مسرحية جديدة

طقوس يومية

أمي تحتفي بالطقوس، إبريق الشاي لا بد من أن يتخدّر على السماور في مهل، رائحة الهيل تنثر الأجواء من ساعات الفجر الأولى، تدغدغنا هذه الرائحة بحنان تستمده من حنان أمي، فيجبرنا على النهوض مبكرا، نشوة الشاي من يدي أمي تعادل نشوات الكون جميعا، إبريق الشاي يملؤنا طاقة، بعد أن يمد عروقه في مساماتنا حيوية، وجه أمي يطهرنا من الحماقات التي ارتكبنا في اليوم الماضي، كنت أشرب الشاي مراً تكفيني حلاوة وجه أمي عن جميع سكر العالم.

عانس

حروفه قابعة في خجل، تراكم عليه الغبار، ذلك الكتاب الذي يحمل في أحشائه قضايا وأفكارا مهمة، لكنها أضحت قديمة، لا تمرُّ عليه الأيدي فتلتقطه، قابع في زوايا المكتبة البعيدة، كتاب منسي، موضوعه أصبح لا يستهوي القراء، خجلاً من واقعه اليوم، وكان القراء يقلبون أوراقه بنهم، المسافات اتسعت، سنوات لا تسترد.

ظلام

ضلّ الطريق، شعلة الحب المتوقدة في قلبه خمدت، فمن يضيء دربه؟

طلاق

ندوب صغيرة، شعور متعكّر، جفاء بسيط، احتضار وهج، تشظي أفكار، عطش عواطف، حوار ذبيح، مصالح متقاطعة، نكد يومي، برود نشوة.

نفثات

تدفقت فجأة أسراب الهموم من نفسه، وسفن من الأحزان من زالت تمخر في شواطئ روحه.

تفاصيل

للحكايات بدايات ونهايات معروفة، لكنه وحده من سيملأ الفراغات، ويرسم التفاصيل.

قاص عراقي