نحنُ أيضاً تنانين صغيرة

2023-04-01

هدى عرموش

ولدنا دون آباء

ونحن صغار

كان آباؤنا يرفعوننا فوق رؤوسهم

كانت السماءُ جميلةً

حتى سالت دماء

صار لون وجوههم أحمرَ.

وريحٌ رمادٌ

من حقل سنابل

لم يُخبرها أحد

أنّها تحترق.

هدوؤنا لِجام غضبٍ امتطيناه.

حقول الأرض

سنحرقها

حتى نرى الأفق كما كان

سماءً جميلةً.

لكنّ الشمس تغطّ في النوم

قبل أن نلحظ.

وُلدنا دون آباء

أو أمهات

ترانا وترعانا

تفتح فمنا

لتُطعمنا الدود والعادات

لنسير على خيطِ ذنبٍ حادّ

لِما يَجب أن نكونه.

نسير بخوفٍ وشراسة.

■ ■ ■

نحنُ تنانينُ صغيرة

بروس لي قال:

"... ثم يأتي يومٌ ترى فيها النور

تنظر إلى السماء ثم تردّد:

المهارة في الأداء على ما يرام

لكنها لا تكفي لإثبات قوّتك التي تؤمن بها".

وأنت قلت المزيد

مرّنت كل ّعضلة

حتى عضلات عقلك 

خرجت من كينونتها إلى روح.

نحنُ أيضاً تنانين صغيرة.

القلبُ الجَسور لا يضمن إنقاذ حياتنا

نُحَمّل أجسادنا كل يوم

لنسير طريقَنا الأطول

نخْشوشن

ونارُنا تشحذُ أطراف أجنحتنا

ثمّ نعدو إلى سماء القوّة التي نؤمن بها

نرتقي

لنصير روحاً مثلك.

■ ■ ■

حقيبة اليد النسائيّة

تحمل حقيبة اليد بكلتَي يديها

تمشي في الشارع

فلا تستطيع فرْد جناحيها.

في سَيْرها بصحبة أحدهم

تقترب من حقيبتها أكثر

فأكثر

حتى تحجبها.

فجأة تخشى حبيبَها

فتُمسك حزامها الدقيق بكلتَي يديها

قبضة على خاصرتها

قبضة على كتفها.

تسلّم على أحدهم

تمدّ يداً وتُثبت الأخرى على الحزام

تتشبث بها

حتى لا تقع من عالمها.

شاعرة فلسطينية من نابلس







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي