قصص قصيرة جدا

مصعب مكي زبيبة

بطل التحرير القومي

جدران بيته مليئة بالأسلحة القديمة التي لم تنطلق من فوهاتها طلقة واحدة، ومزدحمة بالسيوف المطرّزة التي لم تتلطخ بقطرة واحدة من دماء الأعداء، كانت كأزهار الزينة الاصطناعية، لم يشمّ عطرها إنسان، ولم تستخرج مصانع العطور منها قطرة واحدة من الروائح الزكية.

٭ ٭ ٭

كبرياء

تكالبوا على مهاجمته، ولكنّه بقي ماشيا على سكينته مطمئناً

٭ ٭ ٭

الفكر التكفيري

أصرّ على ما يفعل؛ وقلبه يرشده للصواب، عاند الحقيقة الجلية، فالعصي الموجعة لا تحرّك الحمار عندما يحرن.

٭ ٭ ٭

… ما لا تفعلون

خطاباته النارية المشتعلة التي تؤجّج العاطفة، وتلهب المشاعر، لم تشعل نار الدفء في مخيمهم؛ وهم يرتجفون من برودة الطقس، أما هو فقد نام على فراشه المخملي الدافئ هانئا.

٭ ٭ ٭

نسيان

بحث كثيرا عمن يرشده إلى مكانها، ويدله عليها، بحث عنها في زوايا البيت، وأقبية المقاصِف، وأوراق الكتب، فلم يجد نفسه التي نَسِيَ مكانها، وضاعت منه في ساعة غفلة.

٭ ٭ ٭

إهمال

يمر السائرون على صور الشهداء المعلّقة على أعمدة الإنارة، لا يفرقون بين ملامحهم ووجوههم، يظهرون لهم كلّهم كأنّهم صورة واحدة لشخص واحد، وحدها هي قلوب الأمهات التي تنبض حزنا لهم، وتفرّق بين ملامحهم.

٭ ٭ ٭

وسائل نقل

كلّما ابتعدت خطواتي عنه، قرّبني منه الحنين أكثر، وكلّما تعذرت وسائل النقل التي تُوصلني إليه، حملتني إليه الكلمات بأجنحتها.

٭ ٭ ٭

ثمن الاستقامة

عندما قرّر أن تكون إحدى أضلاعه مستقيمة، وما يبطنه يظهر على صفحات وجهه؛ تلقّى الطعنات برحابة ضلع.

٭ ٭ ٭

هروب من المساءلة

عندما أراد أن يظهر ما يجري من زيف، وأن يواجه أساطين الشر، وأن يفضح أفاعيل المتنفذين اختفى وراء قصصه القصيرة جدا.

٭ ٭ ٭

عيارات نارية

أراد أن يظهر فرحه بطلقة، وأراد أن يظهر حزنه بطلقة، ولكن الطلقة التي أطلقها عاليا إلى عنان السماء أصابت قلبه فأماته.

٭ ٭ ٭

الغياب

في أيّام تموز/يوليو الحارة، تمر نسمات عليلة على ضفاف النهر، كانت العصافير تتنقل في فرح، وكان قلبه يتنقل في حزن، لم يجد إلا ألم الصبر، عندما تذكر نفسه، كانت عيناه تنظران إلى السماء بانتظار القمر الغائب، كان يسير على ضفاف النهر يبحث عن نفسه، فلم يجدها.

٭ ٭ ٭

أحلام كاذبة

زعيق بوق السيارة المرتج الذي أطلقه بتهور سائقها الشاب المزدهي بسيارته الفارهة أيقظ أحلامه بالحصول على بيت يأويه ويأوي عائلته.

قاص عراقي