خارج أبوابي فتنةٌ وداخلها فتنةٌ أيضاً

2023-03-16

سهيل نجم

مبلَّلٌ بالأضاحي

وموسيقى من الجلال المُراق.

لغة مبهمة،

ومدن مدفونة بنهار ساطعٍ

وحكايات تهرّبت من أردان

تاريخ مُهلهَل،

أنا،

حفنة رمال تتفتّق منها عيون نمل.

الأمس كان لي زهرة خشخاش

واليوم لي دفلى.

نبوءة من حجر أخذتني إلى الجبل

حيث الهواء مغلّف بقوارير

وحيث الشعراء أنبياء مزيفون

ينامون قتلى

من فرط البلاغة والسجع.

شرقي ملفوف بالتآويل

وأنا الخيميائي

على كتفي تنامُ الهموم

ومن أصابعي تنحدر مآسٍ وطوائف.

من أيّ عمق تنبثق هذه الأشجار المرّة،

ومن أي صخرة قُدّت هذي القلوب العاطلة

وأيّكم ارتأى أن يكون هذا التراب

ناراً؟

يبتدي الترحال من نجمة خاملة

كانت ترقد تحت إبط ملك الخرافة.

قال أنا الأصل

وأتباعي شياه تنظر لي بكسل

وتسير حذائي.

عصاي كتابي

وهي روحي تلمّني ساعة الغروب

ومئذنتي ساعة الصلاة.

عباءتي سرب من الطيور الغريبة

لا تهجع حتى أشير لها بإصبعي

فهل حضر المنجّمون؟

غابة من الفرح الحزين أنت

أم سرب حمَام أضاع البوصلة؟

كناية لا تأويل لها

أم عواء من الدم المتخثّر؟

كان الحكيم قد قال:

"الحاكم بأشد المنازل وأكدرها،

يغشاه الظلم من كل مكان،

فيخذل أو يعان،

فإن أصاب فبالحَريِّ أن ينجو،

وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة".

ثم أكّد:

"يا بُنيّ! إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك".

فهل جاء المنجّمون

كي نقرأ أحلامنا؟

أحلامنا فرص كبيرة لفراديس

انقلبت كوابيس،

كم من قمر فيها جُزّت ناصيته

على حافة النهر

ونجلس نروي القصص كالبُلهاء؟

بخفّة طوى الورَّاق كتابه عن دوران الزمان،

وخوف أن لا تتداعى الكتب على رأسه

صنع منها سريراً

وصار يحلم أنه يسبح بالكلمات

متلاعِباً بالحروف

وهي تنسلُّ من بين يديه

زئبقاً.

ويوم مات كان ينزف حبراً

وعيناه مفتوحتان على ساعة الرمل.

ها هي الأضداد تتناسل

وتتحوّل إلى أضدادها

مثل وهم يصير وجوداً

ومثل حبٍّ ينقلب كراهية.

هذا وهمك المبجّل أن تصنع فُلكاً

وتبحر ضد التيار.

ما بال الحاكم يغدو أضحوكة

وهو يدري؟

ما بال القائم "بأمر الله" يتستّر باللصوص

ولا ينام

حتى يحصيَ ممتلكاته؟

قال المهرّج: من يصنع الحكّام الضعفاء

هم المحكومون الضعفاء.

وقال أيضاً: الصغار لا يصنعون الكبار.

شاعر من العراق








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي