

دمشق ـ عبر الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يقوم بزيارة لسوريا الاثنين 11-10-2010 عن قلقهما لعدم تشكيل الحكومة العراقية رغم مرور اكثر من سبعة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية في العراق.
وصرح الاسد في مؤتمر صحافي عقده مع اردوغان عقب المباحثات التي اجرياها الاثنين ان "الاولوية في هذه الايام للموضوع العراقي لان هناك عملية تشكيل حكومة المفترض انها بدأت مباشرة بعد الانتخابات وقد مضى اكثر من ستة اشهر ولم تتشكل".
ولا يزال العراق بدون حكومة رغم مرور اكثر من سبعة اشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من آذار/مارس الماضي وفاز فيها رئيس القائمة العراقية اياد علاوي بحصوله على 91 مقعداً في حين نال رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي 89 مقعداً والائتلاف الوطني 70 مقعدا.
وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.
وتابع الاسد "من الطبيعي ان يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وامل في نفس الوقت من اي تغيير يحصل في العراق لانه يؤثر فينا سلباً او ايجاباً بحسب الوضع في العراق سياسياً او امنياً".
واعتبر ان حديث دول الجوار العراقي حول هذا الموضوع "لا يعني اننا نتحدث نيابة عن العراقيين ولكن من خلال علاقاتنا مع القوى العراقية".
وشهدت العاصمة السورية الشهر الماضي زيارات لوفود عدة تمثل مختلف القوى العراقية، وزارها رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق عمار الحكيم ووفد من كتلة المالكي بالاضافة الى علاوي.
من جهته، عبر اردوغان عن "حزنه" لاستمرار "الفراغ السياسي في العراق الذي يجب ان يزول من خلال اتفاق وطني يجمع كافة الاحزاب والاطياف العراقية".
واعتبر ان اي "حكومة يتم تشكيلها على اسس طائفية او دينية او مذهبية او عرقية لن تخدم الامن والاستقرار في العراق".
واكد اردوغان ان "تشكيل الحكومة العراقية يجب ان يتم على اسس وطنية تهدف الى وحدة الشعب العراقي" معرباً عن استعداد تركيا وسوريا "لتقديم مختلف اشكال المعونة للمساهمة في كل ما يؤدي الى انهاء هذه المشكلة".
وعلى صعيد العلاقات السورية اللبنانية اشاد الاسد بالدور الذي لعبته تركيا التي "بدأت منذ سنوات محاولات تحسين العلاقات السورية اللبنانية من خلال علاقتها باطراف مختلفة في لبنان ومن خلال علاقتها بالحكومة السورية، واعتقد ان المصداقية التركية كبيرة في هذا النوع من العلاقات وتؤدي الى نتائج جيدة".
واكد الاسد ان "العلاقة السورية اللبنانية بالمحصلة مهما تكن نوايا سوريا جيدة ونوايا الحكومة اللبنانية جيدة فهي لا تنفصل عن الوضع داخل لبنان".
واشار الى وجود "انقسام في لبنان وهذا الانقسام ليس بجديد فهذا تاريخ لبنان (...) وهذا الانقسام يؤثر سلبا على علاقة لبنان مع الاخرين ولكن بشكل خاص مع سوريا كون سوريا هي الدولة الوحيدة المجاورة للبنان".
وشدد الاسد على ضرورة التوافق بين اللبنانيين لكي تتحسن هذه العلاقة السورية اللبنانية معتبرا انه من دون ذلك "سيبقى هناك سقف لهذه العلاقة تتحسن كما يحصل الان ولكن لا تتحسن بالشكل الكافي لكي تعود العلاقات طبيعية".
وطلب الاسد من لبنان "شيئاً وحيداً نطلبه من اي دولة، الامن والعلاقات الجيدة يعني الا تتامر دولة ضد اخرى وان تتعاون معها سياسيا واقتصاديا بالشكل الذي يخدم العلاقات بين البلدين".
وكان الرئيس السوري قال في مقابلة اجرتها معه قناة تي ار تي التلفزيونية التركية ونقلت نصها الصحف السورية الخميس الفائت ان الوضع في لبنان "غير مطمئن" بسبب "محاولات التدخل" فيه.