

ستوكهولم- فاز الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا البالغ من العمر أربعة وسبعين عاماً بجائزة نوبل للآداب للعام الفين وعشرة حسبما أعلنت اللجنة المانحة للجائزة من العاصمة السويدية ستوكهولم.
هذا ما صرّح به سكرتير الأكاديمة السويدية، بيتر إنغلوند، الذي قال: " جائزة نوبل للآداب الفين وعشرة منحت للكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا وذلك لأعماله حول بناء السلطة والصور الحادة لمقاومة الأشخاص وثوريتهم واخفاقاتهم."
ومن أبرز أعمال الكاتب البيروفي : "حرب نهاية العالم"و "محادثة في الكاتدرائية" و "البيت الأخضر"، "المدينة والكلاب" وغيرها من الأعمال الأدبية الرائعة التي ترجمت إلى عشرات اللغات ونالت شهرة عالمية واسعة.
وأوضحت الاكاديمية ان هذه الجائزة منحت للكاتب الروائي البيروفي تتويجا لأعماله التي "تجسد هيكليات السلطة وصوره الحادة حول مقاومة الفرد وتمرده وفشله."
وقد ولد الكاتب في اريكويبا في البيرو في 28 اذار/مارس 1936، ونال الجنسية الاسبانية عام 1993 بعد ثلاث سنوات على هزيمته في الانتخابات الرئاسية البيروفية.
وسبق ليوسا ومن اشهر اعماله "محادثة في الكاتدرائية" و"البيت الاخضر" ان نال عدة جوائز ادبية بارزة بما يشمل اعرق جائزة لكاتب باللغة الاسبانية هي جائزة ثرفانتس.
وكان يجري على الدوام التداول باسمه كمرشح للفوز بجائزة نوبل.
ونشأ يوسا مع والدته وجده في مدينة كوشاباما في بوليفيا قبل ان يعود الى البيرو في العام 1946.
ثم اصبح صحافيا وانتقل الى فرنسا عام 1959 حيث عمل مدرسا للغة وصحافيا لدى وكالة فرانس برس وكذلك لدى التلفزيون الفرنسي قبل ان يصبح معروفا بمؤلفاته.
وأول نجاح كبير له كان عبر رواية "البيت الاخضر" التي صدرت بالانكليزية عام 1966 ومن ذلك الحين واصل تاليف روايات معظمها يعالج مواضيع سياسية والتاريخ المضطرب في دول اميركا اللاتينية.
وترشح للانتخابات الرئاسية في البيرو عام 1990 لكنه هزم أمام البرتو فوجيموري.
يشار الى أن الكاتبة الالمانية هرتا مولر نالت السنة الماضية جائزة نوبل للاداب تتويجا لأعمالها المستوحاة من حياتها في ظل ديكتاتورية نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا.
وجائزة نوبل للاداب هي رابع جائزة من أصل ست جوائز تمنح خلال موسم نوبل بعد منح جوائز الطب والفيزياء والكيمياء في وقت سابق هذا الأسبوع.
وتتجه الأنظار حاليا الى الجائزة الاكثر ترقبا وهي جائزة نوبل للسلام التي تعلن الجمعة فيما يرى عدة مراقبين انها قد تمنح لمنشق صيني.
ويختتم موسم جوائز نوبل مع منح جائزة نوبل للاقتصاد الاثنين في 11 أكتوبر/تشرين الأول.
يذكر أن جوائز نوبل تسلم للفائزين في احتفال رسمي يقام في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
حقائق عن" فارجاس يوسا" الفائز بجائزة نوبل للآداب
ولد "فارجاس يوسا" في أريكيبا في بيرو في 28 مارس/ آذار 1936 لأبوين من الطبقة المتوسطة ينحدران من اسبانيا. وأمضى فترة من طفولته في بوليفيا ثم عمل صحفيا قبل أن يسافر الى اسبانيا لدراسة الأدب.
أصبح "فارجاس يوسا "شخصية بارزة في النهضة الأدبية التي شهدتها أمريكا اللاتينية في الستينات بانتهاجه أسلوبا للكتابة يعتمد التنقل في الزمن والانتقال في السرد بين رواة مختلفين. وكتب في عدة أنواع أدبية من بينها الرواية الكوميدية والبوليسية وروايات الإثارة والتشويق والنقد الأدبي.
كان "فارجاس يوسا " من مؤيدي الثورة الكوبية لكنه تخلى في السبعينات عن ليبراليته وندد بنظام فيدل كاسترو الشيوعي. وأيّد نظام السوق الحرة معبرا عن إيمانه بالديمقراطية وكراهيته للنظم الاستبدادية. وأثارت تحوّلاته غضب كثير من المعجبين بأعماله وزملائه الأدباء.
كانت بيرو تعاني من التضخم المنفلت وعنف حرب العصابات والفساد عندما رشح فارجاس يوسا نفسه للرئاسة بصفته مرشحا ينتمي ليمين الوسط ويؤمن بالاصلاح. اقترح خفض الميزانية وانتهاج سياسات السوق الحرة وهو ما أعجب المحافظين الاثرياء واثار مخاوف الفقراء. وخسر أمام ألبرتو فوجيموري وهو أستاذ جامعي اتهم فيما بعد بانتهاك حقوق الانسان في جرائم ارتكبت أثناء رئاسته.
أثار "فارجاس يوسا" استياء بعض أبناء وطنه عندما حصل على الجنسية الاسبانية وانتقل للإقامة في اسبانيا بعد خسارته انتخابات الرئاسة.
كان" فارجاس يوسا "يرتبط بصداقة قوية مع الأديب الكولومبي" جابرييل جارثيا ماركيز" لكن الصداقة تحولت الى واحدة من أشد العدوات في عالم الأدب. ووجه فارجاس يوسا الذي كال يوما المديح لأعمال ماركيز وطلب منه أن يكون الأب الروحي لابنه لكمة قوية لوجه الاديب الكولومبي أثناء وجودهما في مسرح بمدينة مكسيكو سيتي خلفت هالة سوداء حول عينه. وقال شاهد عيان ان فارجاس يوسا غضب لان جارثيا ماركيز حاول التسرية عن زوجته أثناء انفصالهما.
تحوّلت عدة روايات من أعمال" فارجاس يوسا" الى أفلام سينمائية ومنها الفيلم الأمريكي "تيون ان تومورو" الذي قام ببطولته باربره هيرشي وبيتر فولك وكينو ريفز عالم 1990 والذي اعتمد على روايته "العمة جوليا وكاتب السيناريو".
في خريف عام 2010 يحاضر فارجاس يوسا في جامعة برينستون عن الأساليب الفنية لكتابة الرواية."رويترز"