

صنعاء – من حمود منصر
اصيب مدنيان يمنيان وموظف في السفارة البريطانية بجروح الاربعاء 6-10-2010 في هجوم صاروخي استهدف سيارة تابعة للسفارة في صنعاء، كما افادت مصادر امنية ورسمية، فيما اكدت وزارة الداخلية ان الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة.
وبموازة ذلك، قتل فرنسي وجرح بريطاني في هجوم استهدفهما بالقرب من العاصمة اليمنية، الا ان الشركة التي يعملان لصالحها افادت انها لا ترى في الوقت الراهن ان هناك دوافع سياسية للعمل الذي نفذه احد حراسها.
واستهدف الهجوم السيارة الدبلوماسية البريطانية بقذيفة صاروخية على مسافة حوالى ثلاثة كيلومترات من السفارة في شارع خولان الذي يسلكه الدبلوماسيون كل صباح للتوجه الى القنصلية.
واكدت الشرطة اليمنية اصابة ثلاثة اشخاص مدنيين بجروح في الهجوم الذي الحق اضرارا بالسيارة الدبلوماسية، الا ان مصدرا مسؤولا في وزارة الداخلية اكد في وقت لاحق ان الجرحى هم امراة وطفل كانا مارين في المكان.
وذكرت الشرطة ان السيارة، وهي نوع تويوتا لاندكروزر مصفحة، سحبت بسرعة من مكان الاعتداء.
وفي لندن، اكد مصدر دبلوماسي ان الدبلوماسية فيونا غيب التي تعد ثاني ارفع مسؤول في السفارة بصنعاء، كانت على متن المركبة المستهدفة الا انها لم تصب باي اذى.
وافادت وزارة الخارجية البريطانية عن اصابة احد موظفي السفارة بجروح طفيفة في الهجوم.
وقال متحدث باسم الخارجية في لندن "يمكننا ان نؤكد وقوع هجوم طال سيارة تابعة للسفارة البريطانية في صنعاء هذا الصباح ووقعت اصابة طفيفة واحدة بين موظفي السفارة البريطانية، بدون تسجيل اصابات اخرى".
وقال وزير الخارجية وليام هيغ ان الهجوم "يذكرنا بان امامنا جهودا ينبغي القيام بها" من اجل تحسين الامن في اليمن حيث تتزايد مخاطر تنظيم القاعدة.
وقال متحدثا لهيئة الاذاعة البريطانية ان "جميع موظفينا هناك يلزمون منازلهم او السفارة"، مضيفا "انه مكان صعب وخطير للعمل".
وانتشرت الشرطة بكثافة حول السفارة البريطانية وقطعت الطرقات المؤدية اليها.
من جهته، قال مصدر امني مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية ان الهجوم على السيارة البريطانية "عمل ارهابي" و"يحمل بصمات تنظيم القاعدة" كما انه "يشير الى حالة الاحباط والياس التي تعيشها العناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة بعد الضربات الموجعة التي وجهتها الاجهزة الامنية (لها) في مدينة لودر بابين او مدينة الحوطة بشبوة" حيث دارت معارك مع التنظيم.
واضاف المسؤول حسبما نقل عنه موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع ان "الاجهزة الامنية تجري تحرياتها لمعرفة وضبط مرتكبي هذه الجريمة الارهابية" مؤكدا بانهم "لن يفلتوا من العقاب وان ارتكابهم لهذا .
ووقع الهجوم بعد اقل من ستة اشهر على نجاة السفير البريطاني في اليمن تيموثي تورلوت من عملية انتحارية استهدفت موكبه في 26 ن

يسان/ابريل في صنعاء، وقد تبنى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب العملية.
وبموازاة هذا الهجوم، قتل الاربعاء فرنسي يعمل مديرا في فرع مجموعة "او ام في" النمسوية للطاقة في اليمن، برصاص احد الحراس داخل حرم مقر الشركة قرب صنعاء، كما افادت مصادر في اجهزة الامن.
وقال احد المصادر الامنية ان "الحارس المسلح فتح النار على المدير وهو يهتف الله اكبر"، بدون ان يتمكن من تحديد ما اذا كان الهجوم ناتجا عن خلاف شخصي او دوافع اخرى.
وذكرت مصادر امنية اخرى ان قوات الشرطة طوقت بعد ذلك مقر الشركة في منطقة حدة بضاحية صنعاء القريبة.
واضافت انه تم توقيف المهاجم بعد تجريده من سلاحه.
واصدرت المجموعة النمسوية بيانا اكدت فيه مقتل الفرنسي في المستشفى متأثرا بجروحه، كما اشارت الى ان مقاولا بريطانيا آخر اصيب بجروح في الهجوم.
الا ان "او ام في" قالت انها "لا ترى في الوقت الراهن اي بعد سياسي" للهجوم.
وفي هذا السياق، اكد المسؤول من وزارة الداخلية ان المهاجم هو "هشام محمد احمد عاصم" وهو "كان يعمل في الشركة نفسها حارس امن ... وتجري الاجهزة الامنية تحقيقاتها مع الجاني لمعرفة دوافع ارتكابه لجريمته".
وتعمل المجموعة النمسوية في اليمن منذ العام 2003 وتملك تراخيص انتاج وتنقيب في ثلاثة مواقع.
وفي باريس، اكدت وزارة الخارجية الفرنسية مقتل المواطن الفرنسي "بالرصاص".
وقالت الوزارة في بيان ان "سفارتنا في صنعاء ومركز ادارة الازمات في الوزارة مجندان تماما لتقديم كل المساعدة اللازمة لعائلة (الضحية) ولضمان حصول تواصل حثيث مع السلطات اليمنية لكشف حقيقية ظروف هذه الوفاة".
وبحسب الوزارة فان الفرنسي يعمل في شركة "سيب" الفرنسية وهو مفصول للعمل لصالح "او ام في".
واحداث الاربعاء تاتي بعد سلسلة طويلة من الهجمات التي استهدفت مصالح وبعثات دبلوماسية غربية وسياح اجانب، وذلك منذ العام 2000.
ويعد اليمن حاليا من ابرز معاقل تنظيم القاعدة ويتحصن فيه عناصر "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي نتج عن اندماج الفرعين اليمني والسعودي للتنظيم المتطرف.
وبات اليمن محط انظار العالم بعد الهجوم الفاشل الذي استهدف طائرة اميركية يوم عيد الميلاد الماضي وتبناه تنظيم القاعدة في اليمن.
الا ان السلطات اليمنية تصعد حربها على القاعدة وتحظى بدعم متزايد من القوى الغربية في هذه الحرب.