

القدس المحتلة – وكالات - ألمح الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، أن المهاجرين الروس في إسرائيل يشكلون عقبة أمام التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال كلينتون، الذي كان يتحدث أمام لجنة المناقشات في مؤتمر لمنظمة "مبادرة كلينتون العالمية"، الثلاثاء: "ثمة عدد متزايد من الشبان في الجيش الإسرائيلي هم من أبناء المهاجرين الروس والمستوطنين، وهم الأكثر تشدداً ضد تقسيم الأرض، وهذا يشكل مشكلة عويصة.. إنها 'إسرائيل' مختلفة.. ذلك أن 16 في المائة من الإسرائيليين يتحدثون اللغة الروسية."
وفي إشارة إلى أكثر من مليون مهاجر روسي تدفقوا على الدولة العبرية منذ عام 1989، قال كلينتون: "لقد وصلوا هناك "إسرائيل".. إنها بلدهم.. وبدؤوا يلتزمون بمستقبلهم هناك.. وهم لا يستطيعون تخيّل أي مزاعم تاريخية أو غيرها لتبرير تقسيم الأرض."
وكانت مجلة "السياسة الخارجية" Foreign Policy، أول من أشار إلى تصريحات كلينتون المثيرة للجدل، وتأتي فيما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، وبقيادة وزيرة الخارجية هيلاري "زوجته"، من أجل التوسط للتوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال السنة المقبلة.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء عن "أسفه" لهذه التصريحات، وقال: "كصديق لإسرائيل، فإن بيل كلينتون يعلم بالتأكيد أن المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق ساهموا بشكل كبير في تقدم دولة إسرائيل وتطويرها وتعزيز جيشها."
وفي تصريحاته، استعاد كلينتون محادثات العام 2000 التي أجراها مع الوزير الإسرائيلي السابق والمنشق عن الاتحاد السوفيتي، ناتان شارانسكي، والتي سأل خلالها عن سبب معارضة الأخير لمحادثات السلام في كامب ديفيد "بين رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك" والتي ساهم هو في التوسط من أجلها، فرد شارانسكي، وفقاً لكلينتون، بأنه "لا أستطيع أن أصوت لهذا الأمر.. أنا روسي.. لقد جئت من واحدة من أكبر دول العالم إلى واحدة من أصغرها.. فهل تريد مني أن أقسمها نصفين؟ لا.. شكراً لك."
ومضى كلينتون في حديثه أن شارانسكي كان "لطيفاً بشأن ذلك، غير أن الكثيرين ليسوا كذلك"، في إشارة إلى موقف المهاجرين الروس من اقتراح السلام المرتكز لإقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية.