

لندن - من غيلدا لورو
اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر السبت 18-9-2010 عن احساسه بـ"العار" خلال لقائه ضحايا الاستغلال الجنسي بيد كهنة، وذلك في اليوم ما قبل الاخير لزيارته بريطانيا، فيما تظاهر الالاف احتجاجا على فضائح الاستغلال الجنسي في الكنيسة.
وعلى غرار اللقاءات التي تمت في رحلات سابقة للبابا الى الولايات المتحدة واستراليا ومالطا، فان اللقاء الذي اعلنه الفاتيكان بعد حصوله تم في شكل مغلق.
وجرى الاجتماع في السفارة البابوية في لندن، وبلغ عدد الضحايا خمسة يتحدر ثلاثة منهم من شمال بريطانيا والرابع من لندن والخامس من اسكتلندا وفق متحدثة باسم الكنيسة الكاثوليكية. واستمر اللقاء ما بين ثلاثين واربعين دقيقة.
وقال الفاتيكان في بيان ان البابا "تأثر بما قاله (الضحايا) واعرب عن تعاطفه العميق واحساسه بالعار حيال الالام التي تعرض لها الضحايا وعائلاتهم".
واضاف البيان ان بنديتكوس السادس عشر "صلى معهم واكد لهم ان الكنيسة الكاثوليكية تتابع تنفيذ اجراءات فاعلة بهدف حماية الشباب، وتبذل ما في وسعها للتحقيق في شان الاتهامات بهدف التعاون مع السلطات المدنية واحالة رجال الدين المتهمين بهذه الجرائم على القضاء".
وافاد رئيس اللجنة الوطنية الكاثوليكية لحماية الاطفال بيل كيلغالون ان الاجتماع "استمر وقتا طويلا تجاوز مدة اللقاء مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي اجتمع به البابا صباحا.
واثار البابا قضية الاستغلال الجنسي منذ وصوله الخميس الى بريطانيا في هذه الزيارة التاريخية التي تاتي بعد خمسة قرون من انشقاق الكنيسة الانغليكانية عن الكنيسة الكاثوليكية.
وكان قال في عظته في كاتدرائية وستمنستر صباحا "من جديد، افكر بالالم الكبير الذي سببته التعديات على الاطفال وخصوصا داخل الكنيسة وبواسطة مسؤولين فيها".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، احدث نشر تقرير كشف ارتكاب كهنة في ايرلندا مئات من حالات الاستغلال الجنسي بحق اطفال اخطر ازمة شهدتها الكنيسة في الاعوام الاخيرة. وانكشفت فضائح مماثلة في المانيا وبلجيكا مع كشف مئات من الحالات الجديدة.
في المقابل، تظاهر نحو ثلاثة الاف شخص بحسب الشرطة وعشرة الاف وفق المنظمين بعد ظهر السبت في حديقة هايد بارك في وسط لندن، مطالبين الكنيسة بـ"افعال لا اقوال" حيال ضحايا الاستغلال الجنسي.
وقالت باربرا دوريس حاملة صورة لها في عامها السابع، حين تعرضت للاستغلال من جانب احد الكهنة، "لا يكف البابا عن طلب الصفح لكنه لا يتحرك".
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "رئيس اكبر عصابة لاستغلال الاطفال"، في اشارة الى بنديكتوس السادس عشر.
ولم يغير الحبر الاعظم برنامجه رغم توقيف ستة اشخاص الجمعة "للاشتباه في قيامهم بالتحريض والاعداد لاعمال ارهابية". وما زال الاشخاص الستة، ومعظمهم من الجزائريين بحسب وسائل الاعلام، اليوم السبت قيد التوقيف فيما تتواصل عمليات الدهم والتفتيش في اماكن مختلفة من لندن. ولم يعثر على اي مواد خطرة ورفضت الشرطة توضيح طبيعة التهديد.
وفي كلمة القاها مساء في مأوى للمسنين في لندن، دعا البابا الى "احترام الحياة مهما كانت السن والظروف (...) من التكون الى الوفاة الطبيعية".
واعتبر ان "الحياة هي هبة فريدة في كل مرحلة، من التكون الى الوفاة الطبيعية، والله وحده هو من يمنحها ويستردها".
واضاف "على المسيحيين الا يخشوا مشاركة المسيح في الامه"، مذكرا بان سلفه يوحنا بولس الثاني عاش معاناة كبيرة في الاعوام الاخيرة من حياته.
وسيتوج البابا يومه بصلوات مسائية في هايد بارك بوسط لندن حيث ينتظره ثمانون الف شخص تقريبا.
والاحد يتوجه البابا البالغ من العمر 83 عاما الى برمنغهام بوسط انكلترا لاحياء قداس في الهواء الطلق مخصص لتطويب الكاردينال جون هنري نيومن الانغليكاني الذي اعتنق الكاثوليكية في القرن التاسع عشر.