أبحث عن ظلّ في بيروت

2023-02-09

أحمد الملاح | ترجمة: هدى فخر الدين

مخرِّبا ومخرَّبا أمضي

كأغنية على تلّة. أزيّن

أيامي بأيام أخَر.

فلتغرقْ الأحلام في نومها.

أغمضْ عينيك!

كم يخلق الهواء هواء

والساعات كم تذوب في الساعات.

وفجأة أرى

كلَّ شيء

ولا شيءَ هناك ليُرى.

٭ ٭ ٭

أمسكُ بوجع قديم

هنا،

في زاوية

في صدْع في العظام.

ينكسر شيء ما فيبدأ الألم،

يدبّ لجوجا بطيئا كحلزونة.

وبداية الألم

بداية لا تنتهي.

٭ ٭ ٭

هكذا

أقف شاهدا منتظرا،

أنتظر وأنتظر وأشهد:

أرفع نظري نحو الأزرق،

إلى الغيم.

هناك أُترى

القديم والجديد؟ أتَرى كيف

يغلبنا الزمن كل مرّة، وكيف

تقف جدران الحروب القديمة

عارية؟

أيُّ طائر عملاق

مجنون ظلّ ينقر

هذه المدينة؟

٭ ٭ ٭

تنهيدة إثر تنهيدة، هذا موطن

الفراغ البعيد المنال،

والأرصفة الضيقة

التي لا تتسع للأقدام ـ

الأقدام التي تدب لجوجة متتابعة.

٭ ٭ ٭

في الشوارع

يسأل السائلون.

تمتد أياديهم الكثيرة.

أتخيلها، أحبطها،

لكن كيف أحصيها وكيف أفهمها.

أمرّ بهم جميعا، بالكثيرين، بالملايين

التي أُبعدت إلى زاوية للجوع

هنا.

٭ ٭ ٭

لغة مشوهة شهيدة،

ولا أحد يتكلّمها

لكن، نمضي في تبادل الآراء.

أخرج من نفسي، لأراها

أقلّد الآخرين، أصير غيري.

كلّ الذين أتفاداهم

هم فجأة

أنا.

٭ ٭ ٭

وهذا اللسان المختل

متى سيقوى

على الرثاء؟

متى سيعيلني؟

هل سيمنحني حياة

أو موتا؟

هل سيعطيني

خيارا

أو مَدَدا؟

أستطيع أن أقلْبَ حظي كالفجر

أن أغرقه بين الأسماك.

لكن، لا جَلَد لي على الحياة وطولها.

فأخجل،

أتموضع،

أناور في فضاء أخترعه.

وهنا الأشياء تظل تتكدس،

لا شيءَ ينتهي، لا شيءَ ينفد.

دماءُ الشهداء، دماءُ القتلة

سيّان،

كلها تدَّخَر وتُحفظ

لهذه الساعة والتي تليها

ولساعة سبقت كلّ هذا.

٭ ٭ ٭

إطارات هذه المدينة، تدور وتدور،

تبعث لهبا

تلهث دخانا أسودَ

تنفث عتمة.

أراها هنا وهناك

مدفونة في هرج المدينة،

مستهلكة، متعبة،

يأكلها

التراب.

نهدر الوقت على الشاشات:

أخبار، أخبار،

ولا شيء يُقال.

يتساقط الناس كالذباب

يريد واحدهم أن يقول شيئا،

أن يحدث صوتا

ولا شيء…

رفات فوق رماد،

وكلَّ ساعة

جسد يقتل.

ليتني كنت أقدر،

ليتني استطعت…

وهذه الأيام

علّني أقدرُ

بقليل من اللون

أن أفضَحَها.

شاعر من فلسطين يكتب بالإنكليزية، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان «إنكليزية مرّة» عن دار جامعة شيكاغو عام 2019. هذه القصيدة من مجموعة جديدة ستصدر في صيف 2023.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي