ترميم الأعمال الفنية المتضررة عقب الشغب في برازيليا مهمة صعبة للمتخصصين

ا ف ب - الأمة برس
2023-01-29

موظف في الكونغرس البرازيلي يرمم في 19 كانون الثاني/يناير 2023 لوحة تضررت خلال أعمال الشغب في العاصمة برازيليا في الثامن من الشهر عينه (ا ف ب)

يرمّم راندال فيليكس بدقة خشب كرسي يعود إلى مطلع القرن التاسع عشر تضرّر عقب اجتياح آلاف من أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو الكونغرس البرازيلي في أوائل كانون الثاني/يناير.

ويقول فيليكس، وهو أبرز الحرفيين في متحف الكونغرس ويبلغ 63 عاماً، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الصدمة كبيرة. فهذه القطع تمثل جزءاً من حياتنا، ومن الصعب أن نرى أياً منها مُدمّراً".

ويشاركه الحزن نفسه كل مَن يحاولون على غراره تصليح القطع التي دُمّرت خلال الهجوم على الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا. فالكرسي الموجود على طاولة عمله هو قطعة من عشرات الأعمال المُدمّرة في المراكز الرسمية الثلاثة.

ودمّر المشاغبون أعمالاً فنية لا تقدر بثمن وأثاثاً كمية كبيرة منه نادرة، وتشكل جزءاً من التراث الوطني، بعدما تركوا وراءهم كتابات على الجدران تدعو إلى انقلاب عسكري، رفضاً لفوز الرئيس اليساري الجديد لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الذي جرى تنصيبه رئيساً للبلاد في الأول من كانون الثاني/يناير.

ومنذ انتهاء عملية الاقتحام، يحاول الموظفون الذين تتمحور مهامهم أساساً على حماية التراث في الكونغرس، إنقاذ الأعمال الفنية الخاصة بالمؤسسة.

وفي مختبر متحف مجلس النواب، تمتلئ حاويات عدة بأجزاء من مزهريات أو أغراض أخرى، يمكن تحديدها استناداً إلى صورها القديمة فقط.

وكان معظم هذه القطع موجوداً في القاعة الخضراء الشهيرة، حيث يعقد النواب في العادة مؤتمرات صحافية وتُعرَض عشرات القطع التي وهبتها دول عدة للبرازيل.

- "خطوة تنطوي على جنون" - 

وتقول غيلسي رودريغيز، المسؤولة عن ترميم القطع التراثية في متحف البرلمان الذي اندلع فيه حريق محدود خلال عملية الاقتحام، "حملنا مصابيح وبدأنا نبحث عن أجزاء القطع. اضطررنا للقيام بمهام علماء الآثار وسط الأنقاض".

وبعد عمليات مُتعبة من الجرد وإحصاء الأضرار، انطلقت أعمال ترميم لوحات وطاولات وسجاد وقطع التزيين ومنحوتات.

وتعجز غيلسي رودريغز البالغة 58 عاماً والتي أمضت 30 منها موظفةً في متحف مجلس النواب، عن حبس دموعها. وتقول متنهدةً "هذا الموقع ليس بالنسبة إلينا مجرّد موقع عمل بل هو بمثابة منزلنا. نتولى فيه الاعتناء بتراث المؤسسة، ولهذا ينتابنا شعور بالخسارة والحزن".

ويؤكد مارسيلو سا دي سوزا، رئيس متحف المجلس الأدنى الذي تم حتى اليوم استعادة 60% من قطعه المتضررة، أنّ ترميم القطع التراثية "عمل صعب جداً ومؤثر للجميع ويشكل صدمة كبيرة".

أما رئيس مختبر ترميم متحف مجلس الشيوخ إسماعيل كارفالو، فيقول "يمثل عملنا في هذا المكان سنوات من التفاني في حماية القطع التراثية. وفجأة، بسبب خطوة تنطوي على جنون، أدركنا أنّ جهودنا ذهبت سدًى".

وأشارت النيابة العامة إلى أنّ الخسائر في المراكز الرسمية الثلاثة التي تُعدّ كنوزاً من العمارة الحديثة صمّمها المهندس المعماري أوسكار نيماير، تُقدّر بنحو 3,5 ملايين دولار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي