أفريقياآسياأوروباروسيااستراليا الصينعرب أوروبا والعالماسرائيلدول الكاريبيفرنساالمانيابريطانياالهنداليابانالكوريتانالفاتيكاناثيوبياجنوب افريقيا

واشنطن وبرلين توافقان بعد طول انتظار على تزويد كييف دبابات ثقيلة

ا ف ب - الأمة برس
2023-01-26

الرئيس الأميركي جو بايدن يدلي بخطاب حول أوكرانيا في البيت الأبيض في 25 ك2/يناير 2023 (ا ف ب)

وافقت الولايات المتّحدة وألمانيا الأربعاء على تزويد أوكرانيا دبّابات ثقيلة متطوّرة، في قرار لطالما انتظرته كييف التي رأت فيه "خطوة مهمّة لتحقيق النصر النهائي" على القوات الروسية.

وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ بلاده ستقدّم لكييف 31 دبابة أبرامز التي تعتبر أحد أقوى الأسلحة وأكثرها تطوّراً في الجيش الأميركي.

وقبيل ساعات من خطاب بايدن، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنّ بلاده وافقت على إرسال 14 دبابة ليوبارد-2 إلى أوكرانيا.

ويرتدي قرار شولتس أهمية مضاعفة كونه يفتح الباب أمام العديد من الدول الأوروبية الأخرى التي تمتلك مخزوناً من هذه الدبابات الألمانية لتقديم قسم منها إلى القوات الأوكرانية.

وسبق لدول أوروبية عدّة، في مقدّمها بولندا، أن أعلنت عزمها على تزويد القوات الأوكرانية بهذه الدبّابات ما أن تحصل على موافقة برلين على ذلك.

وعلى الرّغم من أنّ الدول الغربية أرسلت حتى الآن إلى أوكرانيا أنواعاً شتّى من الأسلحة والذخائر والأعتدة، بما في ذلك مدافع هاوتزر ومنظومات باتريوت للدفاع الجوي، إلا أنّ تزويد كييف دبّابات ثقيلة كان يُعتبر خطوة بعيدة جداً يمكن أن تستدعي ردّ فعل عنيفاً من جانب روسيا.

لكن في الوقت الذي تستعدّ فيه القوات الأوكرانية لشنّ هجوم مضادّ لدحر القوات الروسية التي تعزز تحصيناتها في شرق أوكرانيا وجنوبها، لم يعد أمام حلفاء كييف الغربيين من خيار سوى الموافقة على تزويدها بهذا العتاد الحيوي.

- "ليس تهديداً هجومياً" -

وفي كلمته شدّد بايدن، وقد أحاط به وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن، على أنّ تكثيف المساعدات العسكرية الغربية للجيش الأوكراني لا ينبغي اعتباره هجوماً على روسيا. 

وقال الرئيس الأميركي بنبرة حاسمة إنّ "الأمر يتعلّق بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن الأراضي الأوكرانية وحمايتها. هذا ليس تهديداً هجومياً لروسيا. ما من تهديد هجومي لروسيا".

ونزل القراران الأميركي والألماني برداً وسلاماً على الأوكرانيين الذين مارسوا على مدى شهور ضغوطاً شديدة على حلفائهم الغربيين لرفع القيود المفروضة على تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة هي بأمسّ الحاجة إليها للتصدّي للقوات الروسية المدجّجة بالأسلحة. 

وبعيد خطاب بايدن دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الحلفاء الغربيين إلى "تكثيف" دعمهم لأوكرانيا بعد قرارهم "الجماعي والحاسم" بمنح كييف دبابات حديثة. وفي مكالمة هاتفية مع قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، "قال رئيس الوزراء إنه أصبح من الواضح الآن أن روسيا في موقف دفاعي وأن الشركاء الدوليين لديهم نافذة لتسريع الجهود الرامية إلى تأمين سلام دائم في أوكرانيا". 

وأضافت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان أنّ سوناك "دعا الحلفاء إلى تكثيف دعمهم في الأسابيع والأشهر القادمة".

- النروج -

ومثّل قرار برلين ضوءاً أخضر لدول أوروبية أخرى لديها دبابات ليوبارد وتريد تقديمها لأوكرانيا لكنّها كانت بحاجة لموافقة ألمانيا على ذلك، وفي مقدّمة هذه الدول بولندا والنروج.

والأربعاء، أعلن وزير الدفاع النروجي بيورن آريلد غرام أنّ بلاده سترسل دبّابات ليوبارد-2 إلى أوكرانيا في إطار الهبات العسكرية التي قرّر الغرب تقديمها لكييف للتصدّي للغزو الروسي.

وقال الوزير في مقابلة مع قناة "ان ار كيه" التلفزيونية الحكومية إنّ "النروج والحكومة تدعمان تقديم دبّابات لأوكرانيا. النروج ستشارك" في المبادرة الغربية، لكن من دون أن يحدّد عدد الدبّابات التي سترسلها أوسلو إلى كييف.

ورحّبت كييف بالقرارات الغربية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على تويتر "شكراً لجو بايدن على قرار جديد قوي بتقديم دبّابات أبرامز لأوكرانيا. ممتنّ للأميركيين على دعمهم".

وأضاف أنّ هذه الدبّابات الثقيلة المتطوّرة تمثّل "خطوة مهمّة لتحقيق النصر النهائي". 

- تحرير أوكرانيا -

وأكّد زيلينسكي أنّ "العالم الحرّ اليوم موحّد بشكل لم يسبق له مثيل حول هدف مشترك: تحرير أوكرانيا".

بدوره، قال أندري يرماك، رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، إنّ "هذا يوم تاريخي. إنّه يوم من تلك الأيام التي ستكون حاسمة لنصرنا المستقبلي".

وأضاف "الأهمّ هو أنّ هذه ليست سوى البداية. نحن بحاجة إلى مئات الدبّابات".

بالمقابل حذّرت موسكو من أنّ إرسال دبّابات غربية ثقيلة لأوكرانيا يمثّل تجاوزاً خطيراً لخط أحمر جديد.

وقال سفير موسكو في واشنطن أناتولي أنتونوف إنّ إرسال دبابات أبرامز إلى كييف سيمثّل "استفزازاً صارخاً آخر ضدّ روسيا الاتّحادية". 

بدوره، حذّر سفير روسيا في ألمانيا، سيرغي نيتشايف، من أنّ "القرار الخطير للغاية ينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة، ويتناقض مع تصريحات ساسة ألمان حول عدم رغبة ألمانيا الاتّحادية في التوّرط فيه".

وقال بايدن للصحافيين ردّاً على سؤال عن سبب تزامن القرارين الألماني والأميركي إنّ "ألمانيا لم تجبرني على تغيير رأيي. أردت التأكّد من أنّنا جميعاً معاً".

وفي الواقع فإنّ الولايات المتّحدة كانت متردّدة في إرسال أبرامز إلى أوكرانيا إذ إنّها تعتبر هذه الدبّابات معقّدة للغاية بالنسبة للجيش الأوكراني.

وقال مسؤول أميركي كبير إنّه على عكس دبّابات ليوبارد الألمانية الجاهزة للتسليم، فإنّ دبّابات أبرامز ليست جاهزة في المخازن بل يتعيّن شراؤها وهي لن تصل إلى أوكرانيا قبل أشهر عدّة.

وفي خطابه أمام مجلس النواب الألماني قال شولتس "نفعل ما هو ضروري وممكن لدعم أوكرانيا، لكنّنا في الوقت نفسه نمنع تصعيد الحرب، باتجاه حرب بين روسيا وحلف الناتو". 

وأتى خطاب شولتس بعيد قرار حكومته إرسال 14 دبابة ليوبارد 2A6 إلى أوكرانيا من مخزون جيشها، كما قررت أيضاً السماح لحلفاء برلين الذين بحوزتهم هذه المدرعات بتقديمها إلى كييف.

وبحسب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس فإنّ تسليم أولى دبّابات ليوبارد لأوكرانيا سيتمّ في غضون ثلاثة أشهر.

وذكرت وسائل إعلام عدة أن تحالف الدول المستعدة لتزويد اوكرانيا بالدبّابات الألمانية يضمّ أيضاً الدنمارك وهولندا بالإضافة إلى بولندا وفنلندا اللتين سبق أن أعلنتا ذلك. 

وأكّدت هلسنكي انضمامها إلى الجهود الغربية لتزويد أوكرانيا دبّابات ليوبارد، لكن من دون أن توضح عما إذا كانت سترسل دبابات إلى كييف أم أنّها ستكتفي بتدريب جنود أوكرانيين على استخدامها. 

وفي إسبانيا، أعلنت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز أنّ بلادها "مستعدة" لإرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا وتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها. 

لكن المتحدث باسم الحكومة الألمانية أشار إلى أنّ بولندا هي الوحيدة التي قدّمت حتى الآن طلباً رسمياً إلى برلين لتصدير ليوبارد إلى أوكرانيا.

وشكر رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي ألمانيا على قرارها، معتبراً إرسال هذه الدبّابات المتطورة إلى أوكرانيا "خطوة كبيرة نحو الهدف المتمثل بوقف روسيا".

كما رحّب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ بالقرار. وقال على تويتر إنّه "في لحظة حرجة من الحرب التي تشنها روسيا، يمكن للدبابات مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها والانتصار كدولة مستقلة".

ويأتي هذا التطوّر في وقت أعلنت فيه القوات الروسية أنّها أحرزت تقدّماً في باخموت، مركز النزاع في شرق أوكرانيا، حيث يستعر القتال في أحياء معيّنة، بحسب مسؤول في قوات الاحتلال الروسي.

كما اعترف الجيش الأوكراني بالانسحاب من سوليدار في شرق البلاد بعد أسبوعين على إعلان موسكو سقوط المدينة بأيدي قواتها.

ومساء الأربعاء، قال الجيش الأوكراني أنّ القوات الروسية "المتفوقة عددياً" في دونيتسك "تكثّف" القتال في هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

وبعيد ساعات على إعلان برلين وواشنطن موافقتهما على إرسال دبابات ثقيلة متطورة إلى كييف، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار عبر تطبيق تلغرام إنّ "المعارك تحتدم" في محيط باخموت التي تحاول القوات الروسية منذ أشهر السيطرة عليها وكذلك أيضاً في محيط فوغليدار، المدينة الواقعة جنوب غرب دونيتسك.

وإضافة إلى أبرامز وليوبارد، من المتوقع أن تتسلّم أوكرانيا دبّابات أخرى.

واستجابت بريطانيا لطلب كييف تزويدها دبّابات ثقيلة بالموافقة على إرسال 14 دبابة من طراز تشالنجر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي