صرخةٌ من خَيمة

2023-01-04

عبدالسلام فايز

قَدَري أعيشُ بغربتي الشمطاءِ

وأموتُ برداً، في مكانٍ ناء

قَدَري أُسَمّى نازحاً مُتَنَقّلاً

من خيمةٍ لِسَقِيْفَةٍ لِفَنَاءِ

قَدَري أنامُ على الترابِ، وخَيمتي

لم يأتِها عَسَسٌ مِنَ النُّبَلاءِ

قدري أموتُ، وليتَ موتي عاجلٌ

كي أُنْتَسَى مِنْ صفحةِ الأحياءِ

أبكي هُوَيْنَى.. يا شقاءَ سَرِيرَتي

يا دمعُ خَبِّئْ ما استطعتَ بُكائي

أخشى على أمّي المُعذَّبِ قَلْبُها

لمّا تراني غارقاً في الماءِ

أخشى على أختي الصغيرةِ حينما

حِيْطَتْ بها بَدَلَ الدّثَارِ دِلَائي

حَتّامَ نبقى في الشتاءِ بضاعةً

قد جُهِّزَتْ لِمَوَاجِعِ الفُقراءِ

ويظلُّ يُبْكَى بردُنا، حتى إذا

أَزِفَ الربيعُ نُسِيْتُ كالأشياءِ

مِنْ كُلّ هذا الكونِ لَسْتُ بِمَالكٍ

سقفاً يَقِيْنِي البردَ في الصحراءِ

مِنْ كُلّ هذا الكونِ لستُ بمالكٍ

أحداً يُلَبّي خاطري وندائي

وإذا تخلّى جُلّكُمْ عن نُصرتي

فالمُلتقى عند المَلِيكِ الرّائي

شاعر سوري








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي