طريقة إعداد المنسف الأردني.. أكلة شعبية غزت العالم

لا يمكن أن تسأل أي شخص أردني عن الأكلة التي يفضلها بالدرجة الأولى، إلا ويجيبك بأن المنسف هو الطعام الذي يحتل الأولوية لدى الأردنيين في أي مكان يوجدون به، وفي أي مناسبة يرغبون بإكرام ضيوفهم فيها.
وعلى الرغم من أن المنسف يعد وجبة شعبية تراثية تقليدية بامتياز، فإنها لاتزال تحتل صدارة قائمة الأطعمة في الأردن، ولا يستغني عنها الناس في مناسباتهم السعيدة والحزينة، على حد سواء.
ويعد تقديم المنسف للضيف أعلى درجات الحفاوة والاهتمام من قبل الأردني بضيفه، وهو دلالة على الكرم والجود.
وتاريخ المنسف الأردني معروف ومتداول كثيراً، إذ يعود إلى عهد الملك ميشع المؤابي عام 147 قبل الميلاد، وهو مؤسس مدينة الكرك (جنوب الأردن)، والموحد كما جاء في كتب التاريخ، لأنه وحد مملكة ديبول مع مملكة مؤاب. وبعد تأسيس المملكة، أراد ميشع أن يتأكد من صدق أتباعه من الناس في المملكة الجديدة، فأمر بأن تطهو كل البيوت اللحم باللبن، واعتبر أن من لا يأكل من المنسف هو من أعدائه.

ومن المعروف أنه يتم تقديم طعام المنسف على طبق كبير، مع تناول كل شخص من نفس الطبق بيديه، ويتم أكل المنسف أثناء الوقوف حول الطاولة التي يتم تقديمه عليها. 
ومن أبرز العادات أن يخدم المضيف الضيوف أثناء تناولهم هذا الطعام، كدلالة على التقدير والاحترام وحسن الضيافة، وليس من المفترض أن يتوقف المضيف عن تناول الطعام، حتى ينتهي الضيف من تناول كفايته منه.

ويتم تناول المنسف بالطريقة التقليدية، وهي بالأيادي بالنسبة للرجال، حيث يأكل الرجل بيده اليمنى واضعاً يده اليسرى خلف ظهره ولا يحبذ أن يتناوله بالملعقة على عكس النساء اللواتي يجوز لهن تناول المنسف بالملعقة وليس بالأيادي. 
ومن طقوس وآداب تناول المنسف، أيضاً، أن يتقيد الشخص بتناول الطعام من أمامه، ولا يجوز أن يأكل من أمام الآخرين، وأن يكون الضيف مهذباً في طريقة تناوله للطعام، وأن يحرص على عدم تناول كميات كبيرة منه، ومراعاة ألا يظهر قاع الطبق المعدني، والحرص على عدم التحدث والكلام أثناء تناول الطعام. وعلى الضيف اقتسام قطع اللحم مع الشخص الذي يجلس بجانبه دون رفعها إلى الأعلى، والحرص أيضاً على عدم نفض اليدين فوق المنسف بعد الانتهاء من تناول الطعام، فهي عادة غير محببة إطلاقاً.