محكمة روسية تقضي بسجن المعارض إيليا ياشين لانتقاده العملية العسكرية في أوكرانيا

ا ف ب - الأمة برس
2022-12-09

المعارض الروسي إيليا ياشين خلال الإعلان عن قرار المحكمة في موسكو في 9 كانون الأول/ديسمبر 2022 (ا ف ب)

حكم القضاء الروسي الجمعة بسجن المعارض إيليا ياشين ثماني سنوات ونصف سنة بتهمة نشر "معلومات مضللة" بشأن التدخل الروسي في أوكرانيا، في عقوبة هي الأشدّ بموجب قانون جديد يجرّم انتقاد العملية العسكرية.

ويعد عضو مجلس مدينة موسكو البالغ 39 عاما، أحدث الأصوات المنتقدة للكرملين ممن تم تهميشهم في السنوات الماضية، في إطار قمع تكثف عقب اندلاع النزاع في شباط/فبراير من هذا العام.

وصفق انصار ياشين الذي ابتسم وحيّا أفراد عائلته رغم تكبيل يديه، لدى تلاوة الحكم.

وقالت القاضية أوكسانا غوريونوفا إن ياشين ارتكب جريمة بنشره "عن قصد معلومات مضللة بشأن القوات الروسية المسلحة"، وحكمت عليه بالسجن ثماني سنوات وستة أشهر في مجمع سجون.

وكان ياشين قد وصف في نيسان/أبريل القتل المفترض للمدنيين في بوتشا ب"المجزرة". وبوتشا بلدة قرب العاصمة كييف عُثر فيها على جثث قتلى مدنيين، بعد انسحاب القوات الروسية.

ويُحاكم بموجب قوانين جديدة بدأ تطبيقها بعد شباط/فبراير، عندما تكثفت المعارك في أوكرانيا، لمعاقبة ما تعتبره السلطات معلومات مسيئة أو مضللة بشأن الجيش الروسي.

وعضو مجلس مدينة موسكو حليف للمعارض المسجون أليكسي نافالني وكان مقربا من بوريس نيمتسوف، السياسي المعارض الذي اغتيل قرب الكرملين في 2015.

وقال نافالني على انستغرام بعد صدور الحكم إن "حكما آخر وقحا وغير خاضع للقانون من (الرئيس فلاديمير) بوتين لن يُسكت إيليا وينبغي ألا يخيف الشعب الروسي الصادق".

وينفذ نافالني حكما بالسجن تسع سنوات بعد إدانته باختلاس تبرعات تسلّمتها منظماته، وهي اتهامات ينفيها المعارض ويعتبرها مسيّسة. وحظرت السلطات منظماته السياسية.

- القضاء على الاصوات المنتقدة - 

بقي ياشين في روسيا حتى بعد إرسال بوتين قواته إلى أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وكثيرا ما انتقد الهجوم الذي يشنه الكرملين في أوكرانيا على صفحته في يوتيوب والتي تحظى بنحو 1,5 مليون متابع.

خلال مرافعته الختامية في الجلسة الأخيرة هذا الشهر، دعا ياشين الرئيس الروسي إلى "وقف هذا الجنون  فورا".

وقال "ينبغي الإقرار بأن هذه السياسة تجاه أوكرانيا خاطئة، وسحب القوات من أراضيها والمضي نحو تسوية دبلوماسية للنزاع".

واضاف في تلك الجلسة "لن أتخلى عن الحقيقة حتى خلف القضبان".

وكان المدعون قد قالوا في مرافعتهم إن ياشين "تسبب بضرر كبير لروسيا" و"فاقم التوترات السياسية" عندما كانت القوات الروسية تقاتل في أوكرانيا.

وانتهت جلسة أخرى الشهر الماضي بعراك بين موظفي المحكمة ووالد ياشين عندما طلب الحراس على ما يبدو من والدة ياشين الامتناع عن التحدث لابنها.

ودعا متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات للإفراج عن ياشين "فورا وبدون شروط".

وقال المتحدث بيتر ستانو "القضاء على الأصوات المنتقدة يتواصل".

اعتقل ياشين أواخر حزيران/يونيو بينما كان يسير في حديقة في موسكو، واتهم بنشر معلومات "مضللة" عن الجيش الروسي.

وغادر عشرات آلاف الروس، من بينهم صحافيون مستقلون، البلاد بعد بدء النزاع وعندما أعلن الكرملين في أيلول/سبتمبر تعبئة آلاف الأشخاص في القوات العسكرية.

وحكم على عضو آخر في مجلس مدينة موسكو هو أليكسي غورينوف، بالسجن سبع سنوات في تموز/يوليو لانتقاده الهجوم على أوكرانيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي