وَجَع الحَياة

2022-11-07

دريد جرادات

هُنا أوَّلُ الّليلِ وأوَّلُ النَّهار

وآخِرُه

وهُنا ولَيسَ إلّا هُنا

آخِرُ ما تَبَقَّى مِن قَصائدٍ ورِوايات

وما تَوالى مِن أحداثٍ وحِكايات

تَمَزَّقَ القَلبُ حَتَّى بانَ مِنهُ الشَّغاف

مُنذُ الميلادِ

ورُبَما مُنذُ بِدءِ الخَليقَةِ

كانَ مُثخَناً بالجِراحاتِ

وأوجاعِ الحَياة

سالَتْ دِماؤهُ جَدولاً

وخَيَّمَ الحُزنُ عَلَى الضفاف

لَمْ أعُد ألوِي عَلَى شَيءٍ في هذي الحَياة

لا أُريدُ سِوى الرحيل

لَستُ بِحاجَةٍ لِلمَسافات

كُلُّ شَيءٍ يَبعَثُ عَلَى الأسَى

لا شَيءَ عَلَى ما يُرام

لا أُريدُ سِوى الرحيل

وأنْ تَبقى كُلُّ الأشياء عالِقَةً في هذي الحَياة

أُحبُّ الحَياة

لا أهزأُ بِها ولا مِنها

لكِنَّني أهزأُ بأعداء الحياة

عانَدتني الحَياةُ

قَتَلَتني الأحلامُ واغتالَني الفَرَحُ

في وَطَنٍ نَذَرتُ لَهُ الحَياة

يا سَيَّدَتِي دَعي عَنكِ القيلَ والقال وتِلكَ الحِكايات

كُلِّي أمان

لكِنَّهُ خانَني وتَلاعَبَ بي هذا الزَّمان.

وما حاكَهُ في الظلامِ أعداءُ الحَياةِ وأعداءُ بَني الإنسان

الآن

كُلُّ الّذينَ أُحُبُهم أتوا إلَيّ

تَحَلَّقوا حَولي

تَبادَلوا بَعضَ الأحاديثِ الغَريبَة

لكِنَّهُم تَركوني وَحيداً

ومَضوا دونَ مَراسيمَ وداع .

شاعر من الأردن








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي