الكلمات التي لا نستطيع اللحاق بها

2022-09-25

عامر الطيّب

يَندرُ أنْ أجد حباً كحبكِ

يحميني من أضواء السيارات

دون أن أضع يداً على عينيّ.

تخفض بعض السيارات

أضواءها بتلقائية

و تزول سيارات أخرى

كعلامات على الطريق

هو أيضاً حبٌ

يضطرني أن أغطي عينيّ مفاجأة

اتقاء سيارات لا أضواء لها

٭ ٭ ٭

امتدتْ الظلالُ وبما أن باحة

البيت صارت كافية

لأن نقعد على ركبنا

ونباشر اللعب

فالحقيقة غدت أشد إيلاماً

شيئاً فشيئاً

ستزول الظلال

مثل الكلمات التي نكتبها

عندما لا نستطيعُ اللحاقَ بها !

٭ ٭ ٭

مشيتُ طريقاً طويلاً

لأجد أعظم

حبّ في الكوكب

مزهواً بأن ذلك هو ما سأناله

وأعود سعيداً

ثم إنني وجدت الحب

العظيم حيث لا يبذل المرء

جهدا للعثور عليه

فمشيتُ خطوتين فقط

٭ ٭ ٭

يحمل الموج الجثة

بعيداً

عند من لا يعرفونها

فيما ينخر العذاب قلب الأم

وهي تنتظر الدلالة

هذا ما يفعله حبٌّ ضائع أحياناً

بعد قرن من العويل

يتطلبُ أن نتعرف على الجثة

مما يتبقى منها

٭ ٭ ٭

لمَ يكتملَ القمر دون أن نلحظ

مقدار ما يبلغه

من أسف؟

لمَ يبدو البيت ركاماً

فتعلق الذكريات بأظافرنا؟

لمَ نجد القبلة طريقاً

نحو تغيير العالم كلياً

القبلة التي تخصنا نحن فحسب؟

لم أريد أقل ما أحب

لا أكثر ما أحلم به؟

شيء ما يجعلني زاهداً وجشعاً في الآن نفسه

إنه الموتُ على الأرجح!

٭ ٭ ٭

أفشل في معرفة ما الذي

سيجده هذا الولد

الصغير

في أكياس القمامة

لكني أتفهم أن أشياء لا نحتاجها

قد تلزمه لأمرٍ ما.

حياة نستعملها مرة واحدة

فتفسدُ يجدها

المسكينُ صالحةً إلى الأبد!

٭ ٭ ٭

تسخر قصائدي الطويلة

من قصائدي القصيرة

فتؤلف الأخيرة النكات للحط من الأخرى

ولعلي وسط هذا النزاع

شديد السرية

أفضّل أن أسخر من قصائد

الشعراء القدامى

لأفرجَ عن نفسي !

٭ ٭ ٭

سألتُ نفسي ونحن على الغداء

ما الذي سيحدث

للملعقة عندما تحب

هل ستغدو أشد لمعاناً، تصدأ أطرافها،

أو تصاب بالاعوجاج المفاجئ

فنتحرر منها؟

ها هي قد اعوجتْ الآن

فحاولت إصلاحها بيدي.

على الغداء

سألتني لم تعبثين بالملعقة؟

قلت:

إنني أمنحها أخطائي!

٭ ٭ ٭

لنقل إن الأزمان توهب

دون أن نفقد شيئاً مما نريد

فلكِ نصفٌ

من المستقبل البعيد

ونصف من الماضي حتى عندما

لم يكن أحد منا

قد عاشه

أما الحاضر

فإننا قبالة زمن يؤخذ عنوة

لا زمن يهدى!

٭ ٭ ٭

إذا كان الحب سيئاً فلمَ نطمح

لأن نكون صغاره

ورعاياه؟

وإن كان رائعا

فلم نحن الآن نضيعه

في نقوش الحجر الذي صنعناه

بأنفسنا؟

لا هذا ولا ذا

لا بد أن شيئاً مثل الحب

يشبه أن تهطل الغيوم الحزينة

مطراً فوق الآخر!

٭ ٭ ٭

في حياةٍ ما تفرقع الكلمات

مثل بروق السماء

فأدعي أن كلماتي أشد إضاءة

ثم سرعان ما تنطفئ

فأعلم عندئذ

أن كلمات شعراء غرباء

كانت قد أخطأت الوجهة

لتغدو كلماتي!

٭ ٭ ٭

طريق ضيق إلى مقبرة

لكنني مددتُ يدي لأشير إلى

طيور تملأ المكان.

حياتي تتمايل كالأغصان تماماً مع ذلك

في إمكاني تثبيت العدسة.

أشياء أخرى

ليس الحب منها

تدفعني لتهويل

أقلّ ما أرى!

٭ ٭ ٭

في الحجر كفاية لأن يعلن المرء

عن حبه عبر تفتته الأليم

تحت ضربات من مطر

الصحو

هكذا يتكلم قلبي اللغة التي

تلمّعه،

هكذا يهدر ويصمت

خلال تسارع دقاته

في الحجر كفاية لأن يغادر المرء

أي نهاية قبل أوانها

عبر تكدسه في الباحة النائية فحسب!

٭ ٭ ٭

ما لمْ يكن اسماً حاولتُ

أن أمنعه من أن يمحى

فبنيتُ حوله سياجاً

مائلاً وذلك بفعل هبوب أي شيء.

ما لم يكن اسماً جربتُ أن

أمحوه هذه المرة

ليغدو اسماً!

شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي