تهديد حوثي بعرقلة الهدنة : خلافات داخل الشرعية اليمنية حول سقف التنازلات الممنوحة للحوثيين

متابعات الأمة برس
2022-09-24

مظاهرة حوثية في العاصمة اليمنية صنعاء (أ ف ب)عدن (الجمهورية اليمنية) - يتواصل الزخم الدولي حول مجريات الملف اليمني في ظل مؤشرات على تزايد الضغوط على مجلس القيادة الرئاسي اليمني لتمديد الهدنة الأممية لستة شهور قادمة، من خلال الاستجابة للاشتراطات الحوثية التي تتضمن فتح الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرة الجماعة والتزام الحكومة المعترف بها دوليا بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما قاد إلى خلافات داخل الشرعية.

وألمح الرئيس اليمني رشاد العليمي، في حوار مع معهد واشنطن، إلى موافقة الشرعية اليمنية على دفع رواتب موظفي الدولة في مناطق الحوثيين وفقا لكشوفات العام 2014 قبل الانقلاب، مؤكدا أن التنازلات التي تقدمها الحكومة اليمنية تنطلق من التزامات إنسانية وليست ضعفا كما يصورها الحوثيون.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن تحول موقف الشرعية اليمنية من الضغوط الدولية المتعلقة بتمديد الهدنة إلى إحدى أبرز نقاط الخلاف بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، حيث يرفض بعض أعضاء المجلس تقديم المزيد من التنازلات للحوثيين دون مقابل.

وربط مراقبون بين زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ولقاء الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وبين التطورات المحتملة في الملف اليمني بالنظر إلى إشراف الأمير السعودي على الملف اليمني في الحكومة السعودية.

فيصل بن فرحان: هناك دلائل على أن الحوثيين لن يوافقوا على تمديد الهدنة الحالية في اليمن

وفي سياق التفاعلات الدولية المتسارعة حول الأزمة اليمنية مع قرب انتهاء الهدنة مطلع أكتوبر القادم، أصدرت السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، السبت، بيانًا مشتركا حول الوضع في اليمن أدانت فيه دول الرباعية هجمات الحوثيين قائلة إنها تهدد بعرقلة الهدنة في اليمن.

وأكد البيان بأن اجتماعا للأطراف الأربعة أدان التعزيزات العسكرية واسعة النطاق للحوثيين والهجمات التي هددت بعرقلة الهدنة بما في ذلك تلك التي شنّها الحوثيون على تعز غربي اليمن، كما أعربت الدول الأربع عن دعمها الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ لتمديد الهدنة وتوسيعها، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل لجميع شروطها.

ومن جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته الجمعة في ندوة نظمها عن بعد مركز الشرق الأوسط إن “هناك دلائل على أن الحوثيين لن يوافقوا على تمديد الهدنة الحالية في اليمن“...

وعلى صعيد متصل، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، وفدا أميركيا يضم منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، وكبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ.

وحول فحوى اللقاء، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إن اللقاء تطرق إلى الملف اليمني وقضايا أخرى..

وتأخذ تطوّرات تمديد الهدنة في اليمن أبعادا محلية وإقليمية ودولية، ففي حين تسعى أطراف يمنية لتحقيق مكاسب سياسية كشرط للقبول بالهدنة، تتشابك المصالح الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف الحرب في اليمن من خلال تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن والشروع في مفاوضات سياسية بين الفرقاء اليمنيين.

وفي هذا السياق ربطت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، السبت، بين موافقتها على تمديد الهدنة وبين “مدى توفير الهدنة لمقومات السلام في الجنوب ومشاركة المجلس الانتقالي في مفاوضات تحقيقها، وبمدى التزام ميليشيا الحوثي بمقتضيات الهدنة واحترام تعهداتها” بحسب ما جاء في بيان المجلس.

وحول فرص تمديد الهدنة الأممية في ضوء البيان الرباعي وتصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أشار عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات في تصريح لـ”العرب” إلى أن أيّ موافقة للحكومة الشرعية والتحالف العربي لتمديد الهدنة لمرة ثالثة سيكون مشروطا هذه المرة بتنفيذ ميليشيا الحوثي لالتزاماتها الإنسانية التي قامت الهدنة على أساسها.


عزت مصطفى: بيان الرباعية يشير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تلوّحان إلى تغيير سياستهما تجاه الحوثيين

وقال مصطفى إن الالتزام بضبط النفس من جانب واحد تجاه الخروقات الحوثية المتكررة لوقف إطلاق النار أصبح مشروطا على الأقل بممارسة ضغط دولي على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم بالقدر الذي يمارس ضغطا على الشرعية لعدم الرد على الخروقات لضمان استمرار الهدنة.

ولفت إلى أن بيان الرباعية يشير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تلوّحان إلى تغيير سياستهما تجاه الحوثيين إذا استمرت الميليشيا على نفس سلوكها ونهجها تجاه العملية السياسية.

وبدوره يرى يعقوب السفياني مدير مركز “ساوث 24 للدراسات والأخبار” في عدن أن تمديد الهدنة بظروفها الحالية أو التوصل إلى اتفاق هدنة موسعة أضحى حاجة إقليمية ودولية ماسة، ففي هذا العالم الذي تتفجر فيه الأزمات هنا وهناك لا يحتاج المجتمع الدولي إلى اندلاع الحرب اليمنية مرة أخرى بعد ستة أشهر من وقف إطلاق النار.

وقال السفياني في تصريح لـ”العرب” إنه “على مدى الأسابيع الماضية أظهر المبعوثان الأممي والأميركي عزما قويا لتثبيت وقف إطلاق النار وتجميد الحرب إلى أجل غير مسمى في اليمن بأيّ ثمن. وجاء بيان الرباعية الأخير في سياق الضغط على الأطراف اليمنية في الداخل وبشكل أساسي الحوثيين الذين يحاولون الحصول على مكاسب جديدة مقابل تمديد الهدنة”.

وتابع “على الأرجح، ستنجح الضغوط الدولية في التوصل إلى اتفاق هدنة موسعة في اليمن أو الإبقاء على الهدنة الحالية في أسوأ الأحوال باعتقادي كما حدث من قبل لمرتين”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي