شارعٌ يُفضي إلى مستشفى الندم

2022-08-15

وليد الشيخ

مثل حفنةِ وجعٍ لذيذ

أعطتني إيمان رائحتَها

قبل أن تفتح باب السيّارة وتخرج.

أظنُّ أنّها شتمت بأفعالٍ ساخنة

ومفرداتٍ لم يعُد يستخدمها أحد

رجلاً أحبّته امرأة

امرأة تفتح باب السيارة وتنزل عند تقاطُع شارع يفضي إلى مستشفى الندم.

قبل قليلٍ

أقصدُ قبل ثلاثين سنة

كنّا، أنا وإيمان، نشرب بيرة وندخّن مثل أيِّ عاشقَين يساريَّين تافهَين

لم ينتبها إلى أُفول شمس الاشتراكية

خلف الساحة الحمراء

 لكنّنا

كنّا نحبُّ ما نفعل.

لن أنشرَ هذه القصيدة

قبل أن أشرحَ لزوجتي بما يليق بِصَمتِها

أنّ إيمان فكرة خطرت لي وأنا أنظّف الذاكرة المليئة

بأصدقاء موتى وأبناء لا أعرفهم، وأغنياتٍ رطبة، وموسيقى جافة،

ونقاباتِ عمّال، وملابس داخلية، وأحاديث فاجرة وآراء وفطريّات.

كأيّ شاعرٍ متروكٍ على رصيفٍ تجمّعت عليه سنواتُه الخمسون

ويظنّ دون أسبابٍ واقعية

أنّ لديه فائضُ وقتٍ ومعرفةٍ ومبرّرات

كي يعتذر من نساء مثل إيمان.

 كان يظنّ أيضاً أنّها تتذكّره

فيما ترعى أحفادها

وتحدّثُهم عن أولاد أحبُّوها

ونزلوا من السيارات عند تقاطُع شارعٍ يُفضي إلى مستشفى الندم.

شاعر من فلسطين







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي