بابُ البَحر

2022-08-14

سهيل نجم

لمّا كان البحرُ أمنيةً

جلسنا غامضين صباحاً

نتحدَّث مع الموجِ

عن مراكبَ أخذَها الريحُ

إلى المنفى

وما عادت.

كان الموجُ مثقوباً بالخوف

وبأغنيةٍ منسيَّة تيبَّست على الشفاه.

حتى وقفنا أمام الباب:

يا بحرُ افتح سرابَك لأشباحنا،

يا بحرُ افتح!

الفراديسُ تنأى

أو يأكلها بأسنانه اليأس.

والسماء تثرثر من الوحدة.

يا بحرُ يا مُرتجى

نحن المارقون على الموت

خرجنا من القبرِ إلى السبي.

وتعلّمنا ألّا نبوحَ باسمك

تعلّمنا ركوب الليل سرّاً

في جيوبنا تاريخٌ منكسر

وتحت أذرعنا أجنحةٌ من خشب

وجعبةٌ للماء الأسود

وللخبز المرّ.

أغلقتِ الفوانيسُ مسرّاتها

ولم يكنِ البحرُ من تراب

ولا العاصفة من حنين.

فاتّجهنا إلى صورة الأمل

متدلّياً

كمشنقة،

والغرق حبلٌ مقطوع

يمدُّ لنا وهماً

كان يوماً

مئذنة.

شاعر من العراق







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي