الذي احترق للتوّ

2022-08-10

فراس سليمان

1

الذي وقف على حافة الجِسر

نجحَ هذه المرّة

في القفز إلى طفولته.

2

الأحمق يريد أن يكتب روايةً في سطرين

عن لمعة عينيِّ امرأةٍ عندما رأته

عن المسافة بين يديه المرتجفتَين وجسدها

لكنّه انتبهَ أنّه يعانق قطعة من الهواء

الأحمق واقفٌ أمام الشبّاك يريد أن يكتب قصة قصيرة

عن شارع خاوٍ

لكنه انتبه أنه

يرى غبشَ الخارج وغبشَ صورته على الزجاج

الأحمق يريد أن يكتب قصيدة قصيرة عن مقطع من طفولته

لكنه انتبه أنّ ذاكرتَه معطّلةٌ

الأحمق يريد أن يكتب أيّ شيء

كي يستحضرَ روح العاطفة كي يصدّق أنها لم تمُتْ تماماً

الأحمقُ يشعر بالعار

لأنه بدلاً من أن يفرح بالجمال يعذّبه في سجن اللغة.

3

الشيء الذي احترق للتوّ

هل لم يعد له اسم؟

الآنية التي تهشّمت

هل تهشّم اسمُها

يتساءل الفتى

وهو يشاهد قارباً يغرق

على متنه عشرون هارباً من الموت

إلى الموت.

4

فكّرتَ بالسفر مع غبار الطَّلع

في إثباتِ صورةٍ للصمت

بحافّات الطرق... بالأُطرِ

الآن...

دعكَ من الناظرين

دعكَ من المُنتظرين

الإقامةُ جرسٌ

والعبورُ لا يرنّ.

5

لأنّ العالم يتحرّك في الرأس

لأنّ كلّ حدثٍ سيصبح طارئاً

يمكنكَ أن تقول كلّما فكّرتَ في شيء

رأيتُ الزوال مأهولاً.

6

تسألُه عن الموت

يقول: دعكَ منه

لا شيء يُضارع الموتَ بلاغةً

حتّى أنّ في طيشه حكمةً

تسألهُ عن الحياة

يقول: لقد أجبتكَ للتو.

شاعر سوري مقيم في نيويورك







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي