لماذا نشعر بالخجل أثناء المحادثات؟

سيدتي
2022-08-05

لماذا نشعر بالخجل أثناء المحادثات؟ (سيدتي)

هل تصيبك أثناء حضورك في حفل ما حالة قشعريرة تسري في عمودك الفقري؟ وهل تشعر بمتاعب جسدية من فكرة توليك تقديم عرض أمام غرفة تغص بالبشر؟ إذا كنت كذلك فلا تبتئس؛ فلست وحدك على أي حال. أن الاتصاف بالخجل يعود في 30 في المئة منه إلى الجينات الوراثية، بينما يُعزى فيما عدا ذلك إلى تأثيرات البيئة المحيطة.

تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي : "إن الخجل في حد ذاته أمر شائع وعادي ولا يسبب مشكلات، إلا إذا تطور إلى أمر ذي صلة بما يُعرف بـ"القلق الاجتماعي".

ويعود الفضل في غالبية ما نعرفه عن دور العوامل الوراثية في الشعور بالخجل إلى الدراسات التي تقارن الاتصاف بهذا الطبع بين التوائم المتماثلة - الذين يتشابهون تماماً في تركيبهم الوراثي - مع التوائم غير المتماثلة، ممن يتشابهون في نصف الجينات الموجودة لديهم تقريباً.

يعود الخجل في قرابة 70 في المئة منه إلى تأثيرات البيئة المحيطة وليس إلى العوامل المرتبطة بالوراثة.. فإن العوامل المرتبطة بالبيئة المحيطة أكثر أهمية على الأرجح في تطور مثل هذا النوع من الخصال. ولا يمكن أن نغفل هنا أن من بين الأمور المثيرة للاهتمام المتعلقة بالجينات، أنها تدفعنا إلى أن نستخلص من البيئة الجوانب التي تتماشى مع ميولنا ونزعاتنا الموجودة من الأصل.

وهذا لا يعني أن الخجل ينبغي أن "يُعزى إما للوراثة وحدها أو لتأثيرات البيئة بمفردها، فالمسألة تنجم عن تضافر هذين العاملين، وهما يعملان معاً. لهذا السبب، ,بوسع المرء دائماً تغيير هذه الخصلة عبر علاجات نفسية يمكن أن تُعلّمه أساليب للتغلب على هذا الأمر".

-إن من بين العوامل التي يمكن أن تساعد على تقليص الإحساس بالتوتر الناجم عن التحدث إلى جمهور التركيز على الأشخاص الموجودين أمامك، بدلاً من الاهتمام بما إذا كنت تتحدث على نحو سليم أم لا.

-ويفيدك كذلك في أن تدرك أن بعض السلوكيات التي تعتقد أنها ستساعدك، ربما تجعلك تشعر في واقع الأمر بقدر أكبر من القلق الاجتماعي؛ مثل التدرب على إلقاء كلمتك مسبقاً، أو تفادي حدوث اتصال بصري بينك وبين من تتحدث أمامهم.

-ومن الممكن أن يخفف أولئك الأشخاص بعضاً من مشاعر القلق هذه، إذا تسنى لهم تقليص قدر من الضغوط الملقاة على كواهلهم، عبر السماح لأنفسهم بالتوقف مثلاً لفترات قصيرة خلال الحديث إلى الجمهور، بما يجعلهم يلتقطون أنفاسهم بين الحين والآخر.

-ومن بين الأمور الأخرى التي يمكن أن تساعدك في هذا الشأن، محاولتك التركيز على ما يحدث حولك، بدلاً من أن تولي اهتمامك لمشاعر القلق التي تشعر بها. ومن هذا المنطلق، قد يفضي تركيزك على الجمهور وليس على نفسك، إلى مساعدتك على أن تصبح أقل انشغالاً بما إذا كنت تتعثر في إلقاء كلمتك من عدمه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي