آخر قلائد بستاني المتحولة

2022-08-05

أحمد رافع

وحيدا

فالمذياع يدوي آخر الحدث

هل أذبحُ نهرا

كي أرضي صباحي المولول في الخزانة

هل أكسرُ جذعا

كي تركض البساتين بين أصابعي

كثيرا ما توقفت أشجار التين على شفتيها

فهل أخسرُ عمرا

وأرتب للعمر الضائع موعدا للهجران؟

بالطبع وحيدا

فهذه المناديل تعرفُني لا أهدأ

وتلك الطيور لا تكسو مناقيرها بالثلج

بالطبع سأسعى للحياة المنسكبة من قدحي

بضجة النهر سأحوك الفراغ

وارتعي فوق السنارة لأغني لرقصة الأسماك الأخيرة

رقصتها عند الجرف حياة

رقصتها بين شباك الصياد قرار بيد القبيلة

وأدندن حتى تخفت

وأتوقف حتى يهسهس الحطب

كانت تغفو بين الطين

لولا عرائس الشباك وصيحة الرغيف

كانت تترك قبلتها للمحار

كانت تحرس إذ ما صاح الجرف:

أحدهم دخيلا على البستان.

فمن يقنعُ المجاذيف السمراء دمعتها قادمة

ولتبقى عزباء

رحلت زعانف النهر الذهبية!

ولتكن الواحدة من اثنتين

ومن صدري سأعيد للزورق ماءه

كي يمشي على خد النهر

فيتهشم للمرة الثالثة في غمازتيكِ

كنت أراه

البستان الذي سقطت مآذنه

ما عاد يصيح

كيف يتربى بستان أخرس في جلباب الفلاح

والنملُ السكران بجسدي

يتناسى حانته الذهبية في أقداح الشاي

فيتمايل فوقي

هل متُ طويلا كيما يهربُ الدود!

فلتسمع من رأس النهر المذبوح رفرفة الحقل الأخيرة

وهنا السعف الأصفر

آخر قلائد بستاني المتحولة

بالطبع آخر القلادة مكنسة للأحزان

ومربية للأجيال السائلة

آه يا جفني يتكاثر تحت ردائك أطفال الدمع

كم جيلا يولد

فآخر القلادة صدر محفور بالفأس

كي يوشم حطاب القرية اسم البستان

وآخر ما يتحول أيعقل هذا الإنسان!

فليس هنالك موت

ما تفعله التربة غريب عند الله

وما أعنيه حليب الأطفال وشموع الأجداد

ولتبق آخر القلائد ما أملك

تتحول

فتتحول للنبض الذي يخسرُ وجهه الأول

شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي