الصَّوتُ المُبطَّنُ بالنَّارِ

2022-08-02

مازن أكثم سليمان

ليسَ صوتُكِ صوتَ شخصٍ واحدٍ ولا اثنينِ ولا مَجموعة غيرَ مُتناهيةٍ مِنَ البشرِ..

٭ ٭ ٭

في مُروجِ قوسِ قُزحِ الجَمال

الألوانُ عصيَّةٌ على الإحصاء

وفي اغترابِ الحُلْم عنِ الواقع

ما يكتبُهُ همسُكِ بهيئةِ قلبٍ مَجنونٍ على الرِّيحِ

يمنَحُ النَّارَ تأشيرةَ السَّفرِ في شَرايينِ أُفُقٍ

لا يقبَلُ بترسيمِ حُدودِهِ أبداً

ولا يمحوهُ سوى السُّقوطِ الحُرِّ في قبرٍ نهائيٍّ

اعتادَ عليهِ جميعُ الناسِ،

فاستهلكوا الكلامَ بأكملِهِ.

٭ ٭ ٭

(لذلكَ لا تتلقَّى المَسافاتُ الضَّوئيَّةُ في عُيونِ الينابيعِ التي انفجرَتْ في دُموعي، نداءَ حُنجرتِكِ الأخضَرَ بآذانٍ صُنِعَتْ، فقط، لالتقاطِ ذبذباتٍ مَضبوطةٍ بدقَّةِ المُعادلاتِ الحسابيَّة).

٭ ٭ ٭

هكذا:

تحُطُّ كلماتُكِ الرَّشيقةُ في كُلِّ فجرٍ على مَهبطِ شفتيَّ

فأتلفَّظُ بما أظُنُّ أنَّهُ كلامي

وألتقِطُ أيائلَ مُفرداتِكِ بكفَيَّ

كمَناقيرِ عصافير ضخمةٍ من فصيلةٍ مُنقرِضة

أُمسِّدُ ريشَها

وأُشعِلُ فتيلَ أجنحتِها

ثم أُطلِقُها رصاصةَ القُبْلةِ الذَّهبيَّةِ حُرَّةً في الفضاء.

٭ ٭ ٭

أنا مَلِكٌ وعبدٌ على حوافِّ أناملِكِ

لا صُعودَ في فكرةِ الذُّرى

ولا هُبوطَ..

إنَّما: رقصٌ رقصٌ رقصٌ..

٭ ٭ ٭

ما يجري في عُصبوناتِ دماغي

مَسروقٌ من باطنِ بُركانٍ هائِجٍ

لستُ المُخترِعَ العبقريَّ، ولا مانِحَ البَراءاتِ المَيسورَ..

لكنَّني ألمُسُ ما خلفَ النُّطقِ بألَمِ الهائمينَ، ومَكرهِم..

وما مِنْ لُغةٍ يُمكِنُ لها أنْ تفرِشَ لي سجّادةَ استعاراتٍ على الأرضِ

وتقنعَني بأنَّني عبَّرتُ بها عمّا يَجولُ من جِنانٍ

بينَ حبالكِ الصَّوتيَّةِ، والله..

٭ ٭ ٭

أعذريني هذا اليومَ، فحسْبُ..

انشغلَتْ وُرودِي الحمراءُ بمُصالَحةِ غيمتيْن اختلَفتا

على لحنِ أغنيةٍ من قطَراتِ المطَر.

٭ ٭ ٭

قد تذبُلُ التُّويجاتُ في بعضِ المُنعطفاتِ الخَطِرة في الوُجودِ

لكنَّ الرَّحيقَ ابنُ دوراتِ المُناخِ الزّائِغِ

وخليفةُ مَجازِ القمَرِ المُتمرِّدِ

ضدَّ ضيقِ السَّماء.

٭ ٭ ٭

تكلَّمي،

أو اصرُخي،

أو غنِّي،

كإلهٍ ينفُخُ تاريخاً آخَرَ في جسَدي الحزين منذُ ملايينِ السِّنين.

ها أنتِ ذا تخلقينَ أُسطورةً جديدة

تُخلِّفُ وراءَها جميعَ الأوصافِ الخارِجةِ من قاموسٍ بالٍ

وتنسابُ كماءٍ يترقرقُ في غابةٍ عصيَّةٍ عنِ الإزالةِ

مهما تمدَّدَ العُمرانُ العشوائيُّ الجافّ.

٭ ٭ ٭

الأوكسجينُ يلُفُّ على ساعدهِ صَوتَكِ كعُودِ غزلِ البناتِ

ويُنقِذُ قبيلةَ أطفالٍ في رُوحي

وبحراً خانتهُ أعزُّ أسماكِهِ

من الاختناق.

٭ ٭ ٭

النَّارُ النَّارُ:

تهوى الفخَّ نفسَهُ في كُلِّ اندلاعٍ..

والغرامُ الغرامُ:

المُعادلةُ التي بلا بدايةٍ ولا نهايةٍ

أو هيَ؛

عودةُ صَوتِكِ إلى عاداتِهِ الحنونةِ القاسية

في إيقاظِ يعاسيبِ الصَّمتِ الكونيِّ في دمي؟

شاعر وناقد سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي