
قد يكون فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أكثر آفات العوز الغذائي شيوعاً بين النساء، اللاتي لم تتوقف لديهن الدورة الحيضية، وكلنا يعلم أهمية خلايا الدم الحمراء (التي تعتمد في تولدها على معدن الحديد) في نقل الأوكسجين إلى سائر أنحاء الجسم، إضافة إلى إيصال العناصر الغذائية الأساسية للأعضاء الحيوية، ودعم الجهاز المناعي. وتعتبر اللحوم الحمراء هي أغنى المصادر التي توفر للجسم الكمية الموصى بتناولها من الحديد يومياً (18 مغ)، لكن ماذا لو كنت لا تحبين تناول اللحوم الحمراء؟
يحتاج الجسم إلى 18 مغ يومياً من الحديد (يشق على كثير من النساء الوصول إليها)، إلا أن أخصائيي التغذية ينصحون الأشخاص، الذين لا يتناولون اللحوم أو النباتيين، بأن تكون جرعة الحديد اليومية أكبر من ذلك بكثير (حوالي 32 مغ).
ويعود السبب في ذلك إلى أن هناك نوعين من الحديد الغذائي: الحديد الخضابي heme iron، الذي يسهل امتصاصه في جسم الإنسان، والحديد غير الخضابي non-heme iron صعب الامتصاص، والذي يحتاج الإنسان لتناول كميات كبيرة منه لسد حاجته من معدن الحديد.
وبينما يوجد النوعان معاً في لحوم البقر والضأن والدجاج والسمك، إلا أن النباتات لا تخزن إلا الحديد غير الخضابي، ما يعني أن علينا تناول الكثير منها لنحصل على حصتنا الموصى بها من الحديد.
ويؤكد خبير التغذية، محمد الأشقر، ضرورة تناول الغذاء الذي يحوي الحديد غير الخضابي بأطعمة غنية بفيتامين (C) لتسهيل امتصاصه في الجسم، ومن حسن الحظ أن كثيراً من النباتات الغنية بالحديد تزخر بفيتامين (C) بطبيعتها، ما يجعل من غير الضروري تناول طعام آخر معها.
وينصح الأشقر النباتيين ببعض المصادر الغذائية التي توفر ما يقرب مما توفره اللحوم (أو يزيد عليه) من معدن الحديد المهم، وأهمها: