7 إستراتيجيات للتواصل مع الشخص الدفاعي دون أن تفقد صبرك

2022-07-19

7 إستراتيجيات للتواصل مع الشخص الدفاعي (التواصل الاجتماعي)

نهى سعد

تقع الخلافات طوال الوقت خلال تعاملاتنا مع شريك الحياة والأسرة وزملاء العمل وحتى في الأماكن العامة، ولإنهائها بشكل صحي نحتاج مواجهتها وتسويتها مع الطرف الآخر واعتراف كل طرف بخطئه لإنهاء النزاع.

لكن عندما يحدث الخلاف مع شخص دفاعي تجده محصنا بالمبررات ويرفض النقاش الذي قد يجعله مخطئا، ويصبح هدف النقاش هو تبرئته من الخطأ أو تسليط الضوء على شيء آخر بدلا من التوصل إلى حل وإنهاء الصراع.

وللتعامل مع الأشخاص الذين يظهرون سلوكيات دفاعية قد يساعدك فهم الأسلوب الدفاعي والأسباب وراءه، وكيف نتعامل مع الشخص الدفاعي في أوقات الخلاف.

استجابة للتهديد

يعرّف موقع "سايك سنترال" (Psych Central) الأسلوب الدفاعي بأنه سلوك عدواني يستخدمه الشخص عندما يشعر بعدم الأمان أو التعرض للهجوم أو التهديد.

ويمكن أن يتخذ الأسلوب الدفاعي أشكالا متعددة، من بينها تبرير الخطأ أو محاولة إلقاء اللوم على الآخرين أو الهجوم اللفظي أو الإنكار أو الكذب الصريح أو تجنب النقاش والمواجهة أو الإيحاء بأن هناك شيئا خاطئا في الشخص الآخر.

وقالت الباحثة ليديا ووديات من جامعة فلندرز الأسترالية في دراسة نشرت عام 2020 إن "احتياج البشر للشعور بالتقدير والانخراط مع من حولهم هو أحد الاحتياجات النفسية الأولية لهم، ولذلك عندما يرتكب الشخص خطأ فإن هذا الاحتياج النفسي الأساسي يصبح مهددا ويدفعه إلى استخدام الأسلوب الدفاعي".

محاولة للشعور بالقوة

ويستخدم الأشخاص الأسلوب الدفاعي لتخفيف الضغط الواقع عليهم عند ارتكاب خطأ، أو لتجنب الصراعات، أو وسيلة للشعور بمزيد من القوة، وقد يصبح الشخص دفاعيا لأسباب عدة، منها:

الشعور بعدم الأمان أو الخوف بسبب التعرض للتنمر وقت الطفولة على سبيل المثال.

صدمات الطفولة المبكرة أو سوء المعاملة.

الشعور بالخزي أو الذنب، فإذا كنت تشعر بالذنب حيال شيء ما وطرح شخص آخر موضوعا ذا صلة فقد ترد بطريقة دفاعية.

محاولة إخفاء حقيقة شيء ما.

التعرض لهجوم على شخصيتك أو سلوكك، والشعور بأنك بحاجة إلى تبرير الإجراءات التي اتخذتها أو بعض جوانب شخصيتك.

قد يكون الأسلوب الدفاعي سلوكا مكتسبا من أحد الوالدين أو الزوج كطريقة للتواصل مع الآخرين.

القلق المفرط قد يدفع الأشخاص إلى استخدام الأسلوب الدفاعي حتى لو لم يكن الموقف مهددا.

كيفية التواصل مع الشخص الدفاعي

لا يمكننا تجنب الخلاف للأبد، لذلك يجب معرفة الطرق والحيل الفعالة للتعامل مع الأشخاص الدفاعيين، وهذه بعض الآليات:

نمِّ وعيك الذاتي

يعتبر الوعي الذاتي أحد جوانب الذكاء العاطفي، وهو القدرة على فهم وتنظيم واستخدام مشاعرك بشكل إيجابي من أجل التواصل مع الآخرين، والتصرف بشكل فعال وقت الخلاف لتخفيف التوتر ونزع فتيل الصراع، فعندما يكون الشخص دفاعيا قد تجد نفسك تنجر إلى طريقه وتصبح دفاعيا أيضا لأنه يهاجمك، ولتجنب ذلك سيساعدك فهمك لنفسك على أن تنظم مشاعرك، وأن تكون واعيا لردود أفعالك، وتتمكن من الحفاظ على هدوئك، والنظر للأمر بموضوعية وتوضيح سوء الفهم.

تمسك بالحقائق

عبّر بشكل محدد عما حدث وما أزعجك، وذلك باستخدام الكلمات المحددة التي قيلت وسلسلة الأحداث التي وقعت، مثل "قلت هذا، ثم قلت ذلك"، ولا تتطرق إلى أحداث أخرى.

وإذا حاول الطرف الآخر طرح مشكلة أخرى يمكنك الرد "سنعود لمناقشة هذا لاحقا، لكن الآن نحن نتحدث عن شيء محدد".

عبّر باستخدام "أنا"

من أكثر الطرق فعالية للتواصل مع الشخص الدفاعي والتواصل بشكل عام هي التعبير عن نفسك باستخدام "أنا"، مثل "أنا شعرت بالخذلان"، أو "أنا شعرت أنك أسأت فهمي".

ويجعل استخدام "أنا" كلامك حول تجربتك الشخصية ومشاعرك، وليس حول خطأ الشخص الآخر ومحاولة تحميله المسؤولية، مما يجعل رد فعله دفاعيا لصد هذا الهجوم عن نفسه.

حافظ على هدوئك

لا تنجر مع غضب الشخص الدفاعي وحافظ على صوتك ثابتا وهادئا.

وعلى الرغم من صعوبة التزام الهدوء عندما نشعر بالهجوم الظالم فإن مواجهة غضب الشخص المدافع بمزيد من الغضب لن تؤدي سوى إلى تفاقم الغضب، كما يعزز غضبك ادعاءهم بأنك مسؤول عما يحدث.

كرر نفسك

عندما يأخذ الشخص الدفاعي الكلام إلى مواضيع أخرى تجاهل ذلك وكرر نفس الكلمات التي بدأت بها بهدوء وبصوت منخفض وبطيء "أنا شعرت بالحزن عندما قلت كذا وكذا، وكنت أتمنى أن تتعامل بشكل آخر"، وإذا قام بتغيير الموضوع أو إلقاء اللوم عليك فكرر كلماتك نفسها مرة أخرى "أنا شعرت بالحزن عندما قلت كذا وكذا..".

ولا تدافع عن نفسك ضد اتهاماتهم بغض النظر عما تشعر به، وتجاهل ذلك الآن وركز على الحوار الأساسي وما تحاول التعبير عنه.

ساوم

المساومة هي إحدى الآليات الفعالة للتعامل مع الشخص الدفاعي، وغالبا ما يكون التفاوض هو أفضل طريقة للتعامل عندما تكون تسوية النزاع أهم من الحصول على ما تريد.

لكن انتبه إلى أن المساومة يتم استخدامها بشكل محدود، واللجوء إليها طوال الوقت يعرضك للتخلي عن احتياجاتك من أجل إنهاء الخلاف وتلبية احتياجات الآخر، ويعزز بذلك الطرف الآخر لدفعك باستمرار نحو التنازل.

ابتعد

تجنُّب الصراع ليس دائما أمرا صحيا، لكنه ضروري في بعض الأحيان، عندما يقع خلاف ما وتجد الطرف الآخر منفعلا وبدأ بالدفاع عن نفسه وإلقاء المبررات وأنت من الناحية الأخرى مغمور بالمشاعر أيضا فسيكون من الأفضل أن تبتعد مؤقتا.

ويمكنك بعد ذلك إعادة طرح الموضوع بمجرد أن يكون كلا الجانبين هادئا ومنفتحا لمواجهة الخلاف بشكل منطقي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي