انهارَتْ دولتُه

2022-06-18

محمد الشحات

حملَ الطفلُ

ما بقي من اللعبِ

وتخيَّرَ ركنًا من أركانِ البيتِ

وأعلنَ فيه دولتَه

لمْ ينتظرْ بلوغَ الرُّشدِ

فلقد غاب حاكمُه الشرعي

وكان لزاما أن يبدأ حكما

وأن يعلنَ ثورتَه البيضاءَ

فجمَّع أطفالَ البيتِ

لكي يُخبرَهُم

سوف أديرُ الغرفةَ

وعليكُم، كلُّ فروضِ الطاعةِ

شعرَ بأنَّ هنالك عينًا ترفضُه

فأمسكَ أحدَ جنودِ الشطرنْجِ

وحطمَّه

فأحسَ بطأطأةِ الرأسِ

فاستحسنَ ما فَعلوا

وعلى جدرانِ الغرفةِ

علَّق بعضَ أوامرِهِ

منْ غيرِ اللائقِ

أن تصحوَ بعدِي

أو أن تغفوَ قبلي

لا يُمكنكُم حتَّى

أن تسكنَ في أعينكم

أحلامُ النومِ أو اليقظةِ

فالحلمُ مباحٌ حين أراهُ

ويأخذُ صكَّا مِنِّي

لا يأكلُ أحدٌ

إلا بعدَ شعوري بالشبعِ

ومن عاندني يُحْرَمُ

وهناك لوائحُ

وعقاب يوما أو يومين

ــ أنت أخونا.

ــ الحكمُ هو الحكمُ.

وحينَ أحسَّ بلغطٍ

فتحَ البابَ

من لا يقبلْ حُكمي فليرحَلْ

ــ كيفَ سنخرُجُ من بيتِ أبينا؟

لا يمكنُه أنْ يحكمَنَا.

واتفقوا على أن يبقوا

وحين ينامُ ينقضُّوا

لمْ تكتملْ اللعبةُ

حتىَّ جاءَ الصوتُ

عادَ أبوكُم من غيبتهِ

فأحسَّ بغصةِ حلقٍ

وشعرَ الأطفالُ بفرحٍ لتحررِّهم

واحتضوا أباهم

أما أخوهم..

فلقد وقف على بابِ الغرفةِ

يندب حظَّ خسارتِه لدولتِه.

شاعر مصري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي