مرثيةُ الطـائرِ البابليّ

2022-05-23

علي جعفر العلاق

إلى سعدي يوسف

طـائرٌ هبّ من عَـتْمةِ الشجرةْ

صاعداً صوب مملكةٍ لا يراها..

جنـاحانِ يلتطمان ببعضهما:

لا طريقَ إلى الضوءِ

ِ لا قشرةُ الأرض ريّانةٌ..

لا نخيلُ السمـاواتِ يشبهُ نخلَ السمـاوةِ..

بل جنّةٌ من شـقاقٍ ومن نائحينْ

لا شكوكٌ مؤكـدةٌ

لا يقـينْ..

٭ ٭ ٭

كان سعدي ينقّـحُ آخـر خيباتِهِ

حينما مـرّتِ امرأةٌ لم تجـدْ غير موقدِهِ مطفأً

والحماماتُ يمْسحْنَ بالدمع ريش قصائدِهِ..

لم تجدْ غيـرَ أحلامِهِ

تتكسّرُ كالمطرِ الرّخْوِ..

بورك موتُكَ

غربتك الأزليّةُ، فوضاكَ

تصعدُ من حلُمٍ صوب آخرَ

من هفـوةٍ صوب أخرى

فلا جنةً قد عرفتَ ولا جنةٌ

قد وعِـدْتَ بها..

٭ ٭ ٭

ما الذي قد تركتَ وراءكَ؟

أسرفْتَ في الوهمِ، أسرفْت في الشعرِ..

بالغْتَ في الخطـأ المرِّ، والخطـأ العذبِ

بالغْتَ في اللا يقينْ..

ليس إلا القصيدةُ خضراءَ

إلا التلفّتُ صوب السماوةِ

إلا السماواتُ حمراءَ

إلا النبيُّ الذي كنته ذاتَ يومٍ

وما تحت جبتكَ الصوفِ

غيرُ الحنينْ..

٭ ٭ ٭

إنه الموتُ، صاحبُك الأبـديُّ

قرينُك، ذاك الذي لم تفـارقْهُ..

كنتَ تُمدِّدُهُ فـوق نـارٍ معتّقةٍ

مثلما تتمدّدُ هـذي البـلادُ

على نارها..

ما رأيتك إلا وحيداً..

وما كنتَ إلا طريدَ القبـائلِ

تبكي عليكَ

ومنكَ..

وها أنت تخرج من بينها..

يائساً من هتافاتِ حزبكَ

مستوحَشاً من فضاءاتِ ربكَ

يا أيّها الطائرُالبابلِيُّ

الذي

لا

يلينْ..

شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي