ويداي مغمضتان

2022-05-15

جو قارح

 لطالما خبّأتُ وجهي،

ولطالما،

بعد إغلاق الباب،

بحثتُ عن نظراتي.

صدفةً أجدها على العتبة،

قدمٌ فوق الأخرى،

تسأل الغبار عن المغادرين،

الواحد تلو الآخر،

وأنا،

متمسكًا بأنفاسي،

راية استسلامي،

أبشّرها أنني سأرحل،

سيطول غيابي،

ويكبر المغيب ويشيب،

وأنا بعيد،

اقتفي أثر نجمة شاردة،

أو أهرب من دخان سيجارة عضّ يدي.

سيكبر المغيب ويشيب،

يداي مغمضتان،

نائمتان على مخدتي،

عيناي فارغتان،

أقرع الكراسي طلبًا للنّوم،

والجدران حبًّا بالظّل.

لطالما خبأتُ وجهي،

ولطالما،

انتظرت المغيب ليغرق،

فأبكي،

وأتحجّج بليله،

لماذا بعد طول غياب،

تسألني نظراتي عنّي؟

***

مثل صوت الوقت يمرّ،

قبعة تهوي عليّ وأنا أتفرّج،

أغمض يديّ،

أرفع عينيّ،

ثمّة سماء،

وشمس محتجزة في زجاجة ناعمة.

مثل صوت الوقت يمرّ،

يرتفع صداي ويرفعني،

يحملني فوق الزّمن السّريع ويطير،

أجنحتي ثملة،

لا ترفرف إلا بعد صباح أليم،

مبللّة الأطراف،

تبحث عن جرح طفيف،

لتفرك به جبينها فيتعطّر.

ثمّة سماء،

شمس محتجزة في زجاجة ناعمة،

وغيوم سمينة،

ترشّ دهونها المفرطة على لحاف البحر.

قد أضيع،

وأفقد رأسي ضاحكًا،

عليّ أن أدور،

وأدور،

حتّى ألحق بيديّ،

وأستعيد عينيّ من قلب الشّمس النّائمة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي