لا تجعل «الأوفرثينكينج» يهزمك.. لماذا يفرط دماغك في التفكير قبل النوم؟

2022-04-30

لماذا يفرط دماغك في التفكير قبل النوم (التواصل الاجتماعي)

نشر موقع «هافنجتون بوست» البريطاني مقالًا للكاتبة فايما بكار المتخصصة في تغطية الشؤون الاجتماعية، حول الأفكار التي تشغلنا قبيل النوم وتمنع استغراقنا فيه، وتقدم بعض النصائح حول الطرق التي يمكننا بها أن نتخلص من هذه الأفكار ونخلد إلى نوم هادئ.

تقول الكاتبة في مستهل مقالها: عندما يتعلق الأمر بالنوم، هل أنت من النوع الذي يفرط في التفكير أم من النوع الذي يستسلم للنوم بمجرد أن يُسْلِم رأسه إلى الوسادة؟ إذا كنتَ من النوع الأخير، فلا شك أننا نحسدك على ذلك حقًّا.

يجب أن يكون وقت النوم هو اللحظة التي تغلق فيها حواسك وتستسلم للاسترخاء والراحة، وتستغرق في عالم الاحلام، ولكن فيما يخص كثيرين منَّا، يكون هذا هو الوقت في الواقع الذي تبدأ فيه أفكارنا في الاندفاع في فوضى حتى نطارد أي فرصة للحصول على هذا النوم اللذيذ الذي نتوق إليه.

تقول الكاتبة، إننا لا نبدأ فحسب في التفكير في الضغوطات التي واجهناها خلال اليوم، بل غالبًا ما نجد أنفسنا نفكر في أكثر الأشياء عشوائية على الإطلاق، مثل عدد الأفلام التي قامت ريس ويذرسبون (ممثلة أمريكية) بدور البطولة فيها، أو اسم الممثل الكوميدي الذي شاهدت عرضه مرةً واحدةً، أو ما الذي ارتديته بالتحديد في عيد ميلادك العام الماضي، وهل أنا وحدي في ذلك؟

أفكارنا تلاحقنا

تتساءل الكاتبة: لماذا يحدث هذا التفكير الزائد وكيف يمكننا التحكم فيه؟ فيما يخص الجزء الأكبر، كما تقول كارلي سيمز من دليل الاستشارات الطبية، تكون أفكارنا هي التي تلاحقنا في نهاية يومٍ آخر.

وتنقل عن سيمز قولها: «أيامنا مليئة بالأشياء التي يجب القيام بها ومعالجتها والتفكير فيها منذ البداية، والمرة الوحيدة التي نبدأ فيها حقًّا في الابتعاد عن هذه الأشياء هي عندما نكون مستلقين على السرير، ونكون مستعدين للخلود إلى النوم؛ لذلك، فمن المنطقي أن تبرُز كل تلك الأشياء التي لم يكن لدينا مساحة طوال اليوم للتفكير فيها».

لكن لماذا يكون هناك دافع نحو الفكر العشوائي؟ وفقًا لكارلي سيمز، السبب في ذلك هو أنَّ كل من العقل الباطن والوعي لدينا بدآ في التداخل، وترد سيمز: «عندما نتعب في الليل، تريد أذهاننا الانفتاح لإدراك كل الأشياء أثناء أحلامنا، وعندما نبدأ في التعمق في النوم، تتساقط هذه الحواجز».

وتضيف: «لدينا مساحة واسعة خالية في هذا الوقت ودماغنا يحاول شغلها من خلال معالجة ما هو مطلوب وما هو غير مطلوب من اليوم (ومن تاريخنا)». وتتابع: «إنه يحاول التعلم من الأخطاء، والحفاظ على سلامتنا من خلال ربط النقاط بالمشاعر التي شعرنا بها من قبل لمعرفة هل كان هناك نمطٌ ما أم لا، وتصنيف ما يحتاج إلى التصنيف».

وتستطرد: «وخلال عملية الغربلة هذه، يركز دماغنا على أشياء معينة، ثم تغذي ردود أفعالنا تجاه هذه الأشياء مزيدًا من التركيز؛ إنه تداخل حقيقي بين الوعي واللاوعي لدينا والذي يمكن أن يجعل الأشياء تبدو خارجة عن سيطرتنا».

لا تستطيع النوم؟

وفقًا لما تقوله إيف مينيزس كاننجهام، عضو الجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، يمكن أن يكون مفتاح محاربة هذا الإرهاق الدماغي في الليل، هو مزيد من اليقظة طوال اليوم.

وقالت لـ«هافبوست البريطانية»: «من خلال السماح لأنفسنا بقسط من الراحة خلال كل يوم – ربما من خلال تأملات اليقظة الذهنية البسيطة، أو من خلال التوقف البسيط لتناول مشروب ساخن أو الذهاب في نزهة على الأقدام – سيكون التفكير في وقت النوم أقل حدة».

وتسأل إيف: هل يمكن أن يجافيك النوم لسببٍ ما؟ إذا كان الأمر كذلك، فحاول التخلص من هذه الأفكار المقلقة قبل محاولة النوم؛ في دفتر يوميات، أو كتابتها على قطعة من الورق، أو حتى وَضْعها على هاتفك، وتردد كارلي هذه النصيحة إذ تقول: «يمكن أن يكون النوم الصحي السليم وخلق مساحة أكبر في يومك لمعالجة أفكارك مفيدًا حقًّا»، سواءً كان ذلك عن طريق كتابة اليوميات أو زيارة معالج أو مستشار صحة نفسية.

كما توصي أيضًا بإيجاد بيئة أهدأ في وقت النوم مع وجود «أدوات الاستقرار» على مقربة من مكان نومك؛ وتشرح قائلة: «أدوات الاستقرار هي محفزات حسِّية تسمح لك بالاستفادة من الشعور بالحاضر وتهدئة نظامك العصبي، ووجود شيء نُصب أعيننا مع رقم السنة التي نحن فيها يجرنا بعيدًا عن الماضي إلى ما نحن فيه الآن».

وتضيف: «يمكننا لمس دمية ناعمة فتنبعث منها رائحة مثل اللافندر تربط حواسنا بالوقت الحاضر وتساعدنا على انتزاع أنفسنا من رؤوسنا، ويمكن أن يساعدنا مجرد وجود هذه الدُّمى حول سريرنا على الاستقرار أو الوصول إليه عندما نحتاج إلى ذلك».

الاعتناء بالعقل والجسم أثناء النهار يضمن نومًا هادئًا

تقول إيف إن نقل عقلك من الركض 100 ميلٍ في الساعة إلى حالة الراحة الكاملة أمر غير واقعي، ولكن الاعتناء بعقلك وجسمك أثناء النهار يمكن أن يضمن لك نومًا أكثر انتعاشًا أثناء الليل». وتضيف: «الجسم المُتعَب (بطريقة جيدة) يساعد العقل على الاسترخاء، ابحث عن طرق تتماشى مع مزيد من الحركة في حياتك اليومية سواءً أكان ذلك الملاكمة أم اليوجا أم السباحة أم ركوب الدراجات أم الجري أم أي شيء مختلف تمامًا».

سيساعدك هذا التركيز على الحركة، والتركيز على أنفاسك، وملاحظة جسمك يزداد قوة ولياقة ومرونة، على الشعور بمزيد من القوة عندما يتعلق الأمر بامتلاك الشجاعة لمواجهة الأفكار التي قد تكون مخيفة أو مزعجة، وسوف تحرق هرمونات التوتر الزائدة أيضًا.

تقول إيف في الختام: «أي شيء يمكننا القيام به لمساعدة أجهزتنا العصبية على الانتقال إلى وضع الراحة والهضم قبل النوم سيساعد في ذلك، من تهدئة الأنفاس العميقة بزفيرٍ أطول إلى روتين الاسترخاء وقت النوم، كذلك ما تقدِّمه لطفلٍ صغيرٍ»، وتضيف: «وقد تدعم هذا بالزيوت الأساسية التي تساعدك على الشعور بالاسترخاء، وربما بعض الموسيقى الجميلة؛ جرِّب كل ما يناسبك وينجح معك».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي