في تقليد اصيل : دلال المسحراتية تضيء ليالي حي المعادي

الأناضول - الأمة برس
2022-04-28

السيدة الأربعينية دلال عبد القادر (الاناضول)القاهرة ـ «مسحراتي منقراتي بنده وأنادي على ولاد بلادي» كلمات مضيئة في ليل حي المعادي جنوبي القاهرة، ترددها السيدة الأربعينية دلال عبد القادر، وهي تنقر بعصا صغيرة على طبلة ملفوفة بزينة رمضان لإيقاظ السكان لتناول طعام السحور.
«12عاما في شوارع حي المعادي أنادى للسحور» تتحدث دلال بشغف عن تلك المهنة الموسمية التي رسختها قبل عقود في وجدان المصريين والعرب كلمات الشاعر فؤاد حداد (1927 – 1985) وأداء المطرب والملحن الكبير سيد مكاوي (1928 – 1997) المسحراتي الأشهر في تاريخ شاشات وإذاعات مصر.
«سحورك يا حلا يا أميرة يا أحلى ندا، سحورك يا عاطف وجودي» هكذا تتوالى الأسماء التي لقنها بعض سكان الحي من نوافذهم للمسحراتية الشهيرة في مصر، فتتكرر على لسانها من وقت لآخر.
«الرّجل (القدم) تدب (تذهب) مطرح (مكان) ما تحب وأنا صنعتي مسحراتي» هكذا تردد دلال كلمات مكاوي، وهى تبدأ عملها من منتصف الليل وحتى قبل وقت قصير من صلاة الفجر لتناول سحورها بمنزلها القريب من المعادي. وصوت طبلة دلال، يواصل إيقاظ أهل حي المعادي وتتواصل على لسانها العبارات الفولكورية الشهيرة: «إصحى يا نايم.. إصحى وحد الدايم، وقول نويت بكره إن حييت الصيام، إصحى يا نايم وحد الرزاق، رمضان كريم». ولا تمل المسحراتية دلال، من المناداة بالقول: «سحوركم يا حبايبي وحبايب رمضان» و»رمضان كريم ويحب كل كريم» وكثيرا ما أحاط خطواتها بعض الأطفال.
تقول دلال عن مهنتها: «أتمنى أن أكمل مسيرة أهلي (عائلتي) المسحراتية، وأحيي ذكراهم».
وتضيف: «أجتهد لتعريف الأطفال ما معنى المسحراتي وألا ينسون عادة جميلة، لا أريد أن تختفي وتنقرض، كما أنني أحفزهم على الصيام من خلال مناداة أسمائهم لتناول السحور».
ووفق تقارير صحافية محلية، يعتبر أول من نادى بالسحور، هو عنبسة ابن إسحاق، الذى كان يمشى من الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص في القاهرة لينادي الناس للسحور، في بداية القرن الثالث من الهجرة وتحديدا في عام 228 هـ.
وتستمر مهنة المسحراتي وعباراته الشهيرة في كثير من الدول العربية والإسلامية شهرا واحدا في العام، بشهر رمضان، وينتظرها الأطفال من العام إلى العام.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي