هبوطٌ في أوعية اللّيل

2022-04-19

عمر الشيخ

قلوبنا في الريح،

والحبّ مأزق وعينا،

هذه الوجوه غريبة..

٭ ٭ ٭

كنّا وضعنا ثيابنا معاً،

والآن أنظف العدم

أبواب خزانتكِ مفتوحة

وفي عيني أقنية مسدودة…

٭ ٭ ٭

رأيتكِ في التّعب تزدادين عتمة،

رأيُتني أشيّد لكلماتي السجون..

تلك الطرقات المظلمة،

لم أنتبه لها!

ظننتُ الحبّ بسيطاً،

هذا الشغف

ذاك التفاهم..

كان الحبّ بيننا، رياضيّات؟

أكان هكذا فقط؟

حساب الألم

طرح التوقعات

قسمة الوداع

مضروباً بصفر الحبّ…

٭ ٭ ٭

الآن، دمعة واحدة فقط،

أبلل فيها الفُتات

ذاك المُنتظر على شرفة بيتنا،

أسطح القرميد بكسرات الخبز،

مزّقتها بعيوني،

وتسعة طيور تشاركني.

رميتها،

مناقير العابرين

تبحث عن رائحة كآبتكِ،

كل شهر يأتي طائر ما…

كل شهر يسقط جناح،

قلّصت قلّبي،

رتّلت أصواتنا،

ومنتصف الشهوة لم يصعد…

٭ ٭ ٭

الطيور تتكسّر في صورنا،

حقائبكِ تحزم الضباب

الرماد يتكدّس بيننا..

الشوارع تهادن الذكريات،

الحبّ حصّالة تعبنا،

وطفلنا هذا البحر،

الشِباك المعقودة

لم تصطد سوى خطواتنا..

«سكالا٭٭» نافذة الخيبات،

ولغة الليمون، شوارعها،

تقرأ طعم نهايتنا.

٭ ٭ ٭

تعرج دراجتي كخوف اللاجئين،

والحارات ترمي قططها

بين ظلالنا…

في «لاتشيا٭٭٭» تسألني: «أهذا عنّي؟»

وأنا

أحاول وصل الموت بالحياة،

أحاول؛ لتغيب المسافة.

أكتب قرباني

هنا.

شارع الكنيسة الأرمنيّة،

هنا..

هبوط دمويّ في أوعية الليل..

هنا…

أجنحة يابسة تنهال في الشرفات..

وأرواحنا ترفرف على الإسفلت…

٭٭اسم قديم لمدينة لارنكا القبرصية، ويكتب باليونانية «Σκάλα» معناه: سُلم أو رصيف بحري.

٭٭٭ بالمحكية القبرصية، وهو اسم منطقة تقع في مدخل العاصمة القبرصية نيقوسيا، يكتب باليونانية «Λατσιά» لاتسيا، معناه: الحُفر الصغيرة الضحلة.

شاعر سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي