جوزيف شولتز

2022-04-17

علي مطر

 كان جوزيف ضمن فصيل الإعدام

 جندياً ألمانيا عادياً.

وقف وسط زملائه ينظر إلى فصيل المحكومين ميدانياً بالإعدام.

كانوا مجموعة من السكان اليهود المدنيين.

كانوا معصوبي الأعين بخرق بيضاء.

كانوا مثل دمى ملقاة على تلة الإعدام.

تلك الدمى المشبوكة الأيادي التي تعلق على حبال الغسيل.

كانت التلة من حصى وتراب وتبن تشبه بيتاً نبت من مدينة مدمّرة.

كانت تلة ذات وظيفة: حفظ الرصاص الملوث بالدم.

كاد المحكومون أن ينعسوا منتظرين لسعات الرصاص.

أمر ضابط الفصيل بالاستعداد فرفع الجميع بنادقهم  ما عدا جوزيف.

غضب الضابط وأمر  هذه الحربة المنكسة التي تدعى جوزف شولتز أن تنتصب.

تأمل المتمرد في المحكومين طويلاً حتى زاد نعاسهم تحت الشمس ولم يستجب الأمر.

تفرغ الضابط لجوزيف وحده وصبّ جملة من الأوامر.

إرم  بندقيتك.

اخلع خوذتك.

فك حزامك.

قف بين المحكومين.

تقدم المستيقظ من خدر العبودية خطوات ثم عاد.

نزع قلادة الجندي من رقبته وتركها مع متروكاته.

أرخى جوزيف ظهره إلى التلة المنحنية وراح يشارك المحكومين النعاس.

شعر بيد قرب يده فأمسكها مستعيراً مزيداً من نعاس الحرية.

إننا ننتظر رصاصك أيها الضابط المطاع من جهاز الـss

فيما انهمر الرصاص في تلك اللحظة، بل قبلها بلحظة لم يعد جوزيف جندياً، ولا عادياً.

صار إنساناً.

سجل الضابط المطاع من جهاز الـss جوزيف "شهيد حرب".

لكن كاميرا من نوعleica 35mm  سجلت صورة جوزيف بلا خوذة

بلا حزام

بلا بندقية

بلا قلادة

بلا عبودية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي