إلهي الذي هدموا مذبحه

2022-04-16

ميلينا عيسى

لئلّا تموتوا دفعةً واحدةً،

شاركوا المغادرين إلى القبرِ

واستنشقوا مرارَ العوسجِ،

قبل سكبِهِ فوق جراحِكم العنيدةِ.

الفارساتُ اللواتي يجاهدنَ في سبيلِ عمرٍ من الحبِّ،

يُحاكَمنَ بحبلٍ خجولٍ وحنّاءٍ يئنُّ،

تتزاحمُ الغيلان في بطونِهنّ

وتُبتَرُ الغدائرُ بصراخِ ليالٍ خرجتْ للتوّ من هتكٍ عجولٍ،

حيث لا شفةٌ أنهلُ منها العزاءَ.

لملمي أصابعَكِ يا صبيّة عن ظهرِ ذلك الجبّارِ،

لا مناديلُهم ستزهرُ بنشوتِكِ الصابرةِ،

وارُ البراءِ لا تُنجيّكِ من ظلمِ العشيرةِ.

وأنتِ،

يا ملاحمَ بابلَ

ثابري على قتلِ الأحبّةِ!

٭ ٭ ٭

كنتُ قد أسرفتُ في سرقةِ

الكعبِ العالي،

وأنا رضيعةٌ على صدرِها الأيمنِ

أهذي،

جائعة لحلمةٍ قُطِعتْ بقهقاتِ الطبيبِ

وصوتِ تحطّمي بين رحمٍ وصَلْبٍ

ينمو نصفَ إلهٍ.

كم صمدتُ وأنا أتخبّطُ في وحولِ

الرجولةِ،

وكم نهشَ الغربانُ كُحلاً وخلخالاً

أُعِدّا لليلةِ الحبيبِ.

يا مَنْ أعلنتَ الفاجعةَ قبل أوانِها

أبعدْ عنّي الكَيَ،

يا إيابَ التائهينَ!

موائدُكَ لا تكفي عوزَ النزلاءِ،

يا ألمَ الخَورِ وقلّةِ الحيلةِ

دعْ الفرسَ تحبلُ بالحُسنِ قبل ذبحِها.

شاعرة سورية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي